الرئيس الحل: كارل غوستاف
من هو الرئيس المقبل؟ السؤال الذي يردده الإعلام والسياسيون وكافة الناس، وكأن هناك من يملك الجواب. ترى هل نحن في نظام ديمقراطي برلماني جمهوري حتى نسأل: من سيكون الرئيس؟ هل البرلمان الحالي الممددة ولايته مؤهل لانتخاب رئيس شرعي جديد؟ هل طبيعي أن يكون انتخاب النواب محدد وفقاً للمقاعد الطائفية؟ هل طبيعي أن يكون رئيس مجلس النواب شيعياً ورئيس الوزراء سنياً ورئيس الجمهورية مارونياً؟ هل طبيعي أن توزع الوظائف وفقاً للطوائف؟ هل طبيعي أن يعين زعيم الطائفة (وفقاً للظروف التي تحدد من هو الزعيم) من سيتوظف ويرتقي في الإدارة العامة من أبناء طائفته؟ وهل هو مهم أن يكون لدينا رئيس جمهورية إن لم تكن هناك جمهورية أصلاً؟
ترى لماذا اعتكف زعماء لبنان الأساسيين عن تولي الحقائب الوزارية وكأن الخدمة العامة لا تليق بهم؟
ألم يكن كمال جنبلاط يشترط وزارة الداخلية، ورشيد كرامي المالية ومجيد ارسلان الدفاع؟ ماذا حدث حتى أصبحت الوزارة شيء والزعامة شيء آخر؟
منذ الاستقلال ورئيس «نا» يعين بتوافق الخارج لا الداخل واليوم ليس إلا كالماضي. ما هو الحلّ؟ ومن هو الرئيس الحل؟
الجواب يكمن لدى السيد غبريال بيو Gabriel Puaux والذي كان كما لقبناه تحبباً «المفوّض السامي» (تشرين أول 1938- تشرين الثاني 1940) حتى لا نقول «المفوض المُستعمِر».
يقول بيو في مذكراته «عامان في المشرق ذكريات من سورية ومن لبنان (Deux années au Levant: Souvenirs de Syrie et du Liban 1939-1940)»
«..إن نظام عهد المتصرفية هو أولى باللبنانيين وقد حقق لهم استقراراً بعد حروب». ويدعو بيو إلى أن يُعلن لبنان إمارة أو مملكة «يرأسها أمير أو ملك يُورث أبناءه العرش».
لكن من سيكون الملك؟ الجواب عند السيد بيو. وقد أورد اسكندر الرياشي في كتابه «قبل وبعد»: «وكان السيد بيو يقول إن الأمير أو الملك يجب أن يكون مسيحياً ليبقى لبنان لابساً الحالة الطائفية التي جعلته يستقل وينفصل عن باقي المناطق المجاورة كما وأنه يجب أن يكون بروتستنتياً.. لأن الملك البروتستانتي يستطيع أن يوفق بين الطوائف الكبرى..»
لقد حُلّت المشكلة إذاً، فتعالوا نوزع الأمراء، أو المندوبين، على المناطق وسترون أن لكل منهم إمارة في مجلس مندوبين تعود السلطة المطلقة فيه للملك. ونستطيع إذا شئنا الحداثة أو العلمنة أن نجعل الإمارة مداورة كأن يصبح أمير الشمال أميراً في البقاع والعكس، ولكن بعد فترة قرن أو قرنين من ممارسة النظام الجديد لنكتشف حسناته وسيئاته قبل أن نشرع بتطويره.
وهكذا يمكن للزعماء أن يحكموا وفقاً لنفوذهم في المناطق فتكون سلطتهم محددة بالدستور رسمياَ بدلاً من أن يأخذوها كما يحدث اليوم عنوة.
ملك بروتستانتي على مملكة لبنان؟ نعم يقول بيو شرط أن يكون أجنبياً وبالتحديد من السويد لأن بيو لا يعتقد أن زعماء لبنان سيتفقون على رجل من لبنان إطلاقاً مطلقاً وبتاتاً، ولذا اختار السويد. إذاً فليكن ملك السويد كارل XVI غوستاف ملكاً علينا.
جواد نديم عدره
اترك تعليقا