جمعية مهرجان الصورة - ذاكرة-لأنّ الصورة أبلغ من الكلام

التأسيس

تأسست «ذاكرة» بمبادرة من السيد رمزي حيدر، وهو مصوّر صحافي عايش معاناة الأطفال العراقيين خلال عمله في بغداد خلال فترة الحرب، فوجد في التصوير الفوتوغرافي وسيلة تمكن هؤلاء الأطفال من التنفيس عن انفعالاتهم وهواجسهم والتعبير عن قلقهم وطموحاتهم بطريقة بصرية. حالت الظروف الأمنية السائدة في العراق آنذاك من تحقيق حيدر للفكرة التي كانت تدور في ذهنه. بعد عودته إلى بيروت، وايماناً منه بضرورة تعزيز وجود الجماعات المهمشة وجعل صوتها مسموعًا، أدرك حيدر أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تشكّل الوسط الأمثل لوضع فكرته حيّز التنفيذ، فكان مشروع «لحظة»، الذي مهّد الطريق لنشوء ذاكرة كجمعية غير حكومية ترمي إلى نشر ثقافة الصورة ودعم التصوير الفوتوغرافي من خلال تنظيم المعارض والمسابقات وورش العمل وغيرها من المشاريع وحملات التوعية المرتبطة بالصورة والتصوير.

مشروع لحظة

أفضى التعاون بين مصورين وفنانين وصحافيين وغيرهم من المتطوعين من مختلف الميادين إلى إنجاح مشروع «لحظة» الذي انطلق علم 2007 وشمل اثني عشر مخيماً فلسطينياً في لبنان. وقد نشط هؤلاء على امتداد ثمانية عشر شهراً بغية تعليم خمسمائة طفلٍ فلسطينيٍ تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة المبادىء الأساسية للتصوير الفوتوغرافي، فاستفاضوا في شرح عملية التصوير واعتزموا عدم وضع أي قيودٍ للأطفال فكان لهؤلاء حرية اختيار الصورة أو المشهد الذي يفضلونه أو يلتمس مشاعرهم أو يطلق العنان لمخيلتهم وقدرتهم على الإبداع. وأتت صورهم لتمثّل الحياة داخل المخيمات خير تمثيل، فأحاطت صورهم يتجاربهم اليومية العصيبة والسارة من كافة جوانبها. احتوت الصور التي التقطها الموصورون الصغار عفويةً وصدقاً حوّل انتباهنا إلى الواقع الحياتي المرير الذي يعانيه سكان المخيمات والذي غالباً ما تعمد وسائل الإعلام على إخفائه أو تلطيف حدته. عرضت صور الفنانين اليافعين في معارض عالمية ونالت إعجاباً في الوطن وخارجه. أما اليوم فلا يزال هؤلاء على تواصل مع «ذاكرة» من خلال الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.

مشروع ما بعد اللحظة

أتى مشروع ما بعد اللحظة عام 2009 كتتمّة للمشروع الأول وهدف إلى توثيق أواصر العلاقة والتواصل بين الشباب الفلسطيني واللبناني من خلال تنظيم ورشات عمل مدة كل منها ثلاثة أشهر. أقيمت ورشات العمل في بيروت وبعلبك وصيدا وطرابلس وصور وشكلت ملتقىً لأكثر من مئتي وخمسين مشترك اجتمعوا لتقريب المسافات فيما بينهم من جهة، واكتشاف عالم التصوير وتلقي التدريب اللازم من الجهة الأخرى. وبعد انتهاء المشروع، استمر بعض المشتركين في ممارسة هواية التصوير، في حين اختار البعض الآخر اتخاذها كمهنة، ونشرت صور إحدى المشتركات أكثر من مرة في إحدى الصحف المحلية أما آخرون فهم يعملون اليوم في استوديوهات تصوير بالقرب من مخيماتهم.

مشروع رؤى

تماشياً مع رؤيتها الرامية إلى تشجيع ثقافة الصورة وتعريف الناس على الطرق الفنية للتعبير عن الذات، أطلقت «ذاكرة» عام 2010 مشروع «رؤى» الذي أقام دوراتٍ تدريبية في التصوير لثمانين ناشئاً من مختلف الجماعات اللاجئة المتواجدة في لبنان. امتدّ المشروع طيلة ستة أشهر التقى خلالها ناشئون يحملون 18 جنسية مختلفة في ضواحي بيروت وصيدا للإضاءة على نقاط التشابه والاختلاف في ثقافاتهم المختلفة ومناقشة التحديات اليومية التي تواجههم في البلد نفسه، كلّ هذا بينما كانوا يطوّرون مهاراتهم النظرية والتطبيقية في فن التصوير.

دار المصوّر

أبصر دار المصوّر النور عام 2010 كمنصة فريدة من نوعها للتصوير في لبنان والمنطقة، وقد أتى الدار ليتوّج أعمال وإنجازات جمعية مهرجان الصورة- ذاكرة، وليجمع المصورين الهواة والمحترفين في فضاء حيٍ وزاخرٍ بالحياة بغية تطوير مشاريع اجتماعية وتحسين مفهومنا للصورة والتصوير كأداة أساسية وفعالة في صياغة وتحويل مفهومنا للحياة. 

اترك تعليقا