خمارات نيحا

ولنيحا شهرة أخرى وهي الخمارات التي تعود إلى القرن السابع عشر ويتوارث العمل فيها الأبناء عن الآباء والأجداد وينقلونها إلى الأحفاد لتستمر هذه الحرفة حية نظراً لدورها الاقتصادي في تنمية ومساعدة السكان المحليين.

عدد الخمارات

في نيحا حالياً 18 خمارة (6 منها تعمل فقط في إنتاج العرق) وكان عددها في الماضي أكثر من 40 خمارة تعطل العمل في بعضها بفعل القدم وهجرة أصحابها لأسباب شتى.

عمل الخمارات

يقوم عمل الخمارات على تحويل العنب إلى عرق وذلك بإتباع الآلية التالية:

شراء العنب: في نهاية موسم الصيف وبعد الانتهاء من قطاف موسم العنب يقوم تجار من نيحا بشراء ما تبقى من محصول العنب في البقاع من مزارعين لم يتمكنوا من بيع محصولهم إما لكساد الأسواق أو لعدم قابليته للتسويق (نوعية غير جيدة في آخر الموسم) وهذه النوعية من العنب في نهاية الموسم ملائمة لتصنيع العرق فيتم شراء الكيلو الواحد ما بين 200 ليرة - 250 ليرة (النوعية الجيدة تباع خلال موسم العنب بـ 1000- 1500 ليرة). ويقدم كل صاحب خمارة على شراء حاجته من العنب. فبعضها يشتري 3-4 أطنان وآخرون يشترون أضعاف هذه الكمية، ويقدر إجمالي ما تستهلكه خمارات نيحا بنحو 800 طن من العنب سنوياً.

فرط العنب: وهي المرحلة الثانية حيث يتم، من خلال آلة محلية الصنع، بفرط حبات العنب عن العنقود وطحنها.

التخمير: بعد عملية الطحن يوضع العنب المطحون في “برك” معتمة لمدة تتراوح ما بين 12 يوماً- 15 يوماً لاكتمال عملية التخمير.

التقطير: وهي المرحلة الأخيرة حيث يتم نقل العنب “المطحون” من البرك إلى مراجل كبيرة من نحاس يتم إشعال النار تحتها لتقطيرها حيث يمر البخار المنبعث من المراجل في أنبوب بخزان كبير يحتوي على الماء الباردة فيتكاثف البخار ويخرج مادة سائلة شبيهة بالماء تسمى باللغة العامية سبيرتو(وهو يختلف عن السبيرتو الذي يستخدم كمعقم ومطهر للجروح) يوضع في قناني كبيرة، وهذا يشكل أساس صناعة العرق. وتستغرق عملية تقطير 1,000 كيلو من العنب ما بين 5-7 ساعات. هذا الإنتاج (سبيرتو) يعمد بعضهم إلى بيعه من تجار كبار هم أصحاب خمارات العرق المشهورة في زحلة مقابل 3,500 ليرة لكل ليتر، يعمدون بدورهم إلى إعادة تقطيره من جديد بعد اضافة مادة اليانسون لاستخراج العرق مرة أو مرتين، وكل ليتر من السبيرتو يعطي نصف ليتر من العرق يباع بسعر 9-10 آلاف ليرة حيث يتم وضعه في قناني زجاجية تحمل اسماً تجارياً. بينما يعمد بعض أصحاب الخمارات في نيحا إلى عدم بيع مادة السبيرتو للتجار الكبار وإعادة تقطيره وبيعه محلياً ما يعود عليهم بعائدات اكبر.

العائدات

لإنتاج ليتر واحد من السبيرتو(يباع بسعر 3,500 ليرة) نحتاج إلى 7-8 كيلو من العنب (سعرها ما بين 1,800-2,000 ليرة) أي بربح يبلغ نحو 1,200 ليرة في كل ليتر من السبيرتو. وذلك بعد حسم كلفة المحروقات والكهرباء، فصاحب الخمارة الذي يقوم بتقطير 1,000 ليتر من السبيرتو يحصل على نحو 1.2 مليون ليرة.

أما في حال رغبته بإعادة تقطير السبيرتو للحصول على العرق فيجب عليه إضافة نحو كيلو ونصف من مادة اليانسون(سعر الكيلو 2 دولار) لكل 10 ليتر من السبيرتو يحصل بعدها على نصف الكمية عرقاً أي 5 ليتر يصل سعرها إلى نحو 40 دولاراً ما يعود عليه بعائدات أكبر من بيعه سبيرتو. فالذي يقوم بتقطير 1,000 ليتر من السبيرتو يحصل على عائدات تبلغ 4 ملايين ليرة بعد حسم سعر اليانسون وكلفة المحروقات والإنارة والقناني الزجاجية وهي عائدات أكبر من دون شك لكنه يصطدم بصعوبة بيع إنتاجه من العرق لذلك يفضل البعض الاكتفاء بعائدات أدنى وبيع السبيرتو الى أصحاب الخمارات. وصاحب الخمارة في نيحا يستطيع القيام بهذا العمل في أوقات فراغه وذلك خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول، ما يؤمن له عائدات ودخلاً إضافياً يختلف مقداره تبعاً لحجم إنتاجه السنوي. 

اترك تعليقا