الأزمة السورية خارج الحدود

 

البلد

عدد اللاجئين المسجّلين لدى المفوّضية العليا للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين

تركيا

258,388

لبنان

293,836

الأردن

372,445

العراق

132,693

مصر

37,361

المصدر: البوابة الإلكترونية المخصصة للاستجابة الإنسانية لأزمة اللاجئين السوريين- 16 نيسان 2013

أدّت الأعداد الضخمة للسوريين الباحثين عن ملجأ خارج سوريا والظروف المأساوية التي يرزحون تحتها إلى خلق أزمة إنسانية بالغة الخطورة. فإلى جانب مغادرتهم لمنازلهم بفعل الاهتزاز الأمني، يتكبّد هؤلاء خسائر مادية وبشرية فادحة كتدمير ممتلكاتهم وفقدان أقاربهم، كما أنّ المسافة الشاقة التي يجتازونها عبر الحدود بحثاً عن مكان وظروف أفضل لا تفضي إلى الجنّة المنشودة خصوصاً أن قساوة فصل الشتاء والحاجة المتزايدة إلى المساعدات الانسانية ساهمت في مفاقمة الكارثة الحاصلة أكثر فأكثر. تقدّر المفوّضية العليا للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين أنّ عدد اللاجئين في النصف الأول من العام 2013 قد يبلغ مليون لاجىء.

في ظلّ هذه الأزمة، سُجّل عدد من الوفيات بين الأطفال إثر عجزهم عن مقاومة سوء التغذية والوضع المزري داخل المخيمات، خصوصاً أن إحصاءات المفوّضية العليا للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين تفيد بأن 20% من اللاجئين هم دون سن الرابعة. بالإضافة إلى ذلك يتكبّد معظم النازحين بعض الجروح نتيجة سفرهم على الأقدام في حينٍ يعاني البعض الآخر من تدهور في حالتهم الصحية، وتساهم الأمطار وانخفاض درجات الحرارة في زيادة معدّلات الأمراض.

إن عدم تلقّي اللاجئين السوريين للحدّ الأدنى من الحاجات والخدمات الأساسية يثير خشيةً حقيقيةً من ارتفاع عددهم، خصوصاً أن لبنان هو البلد الذي يحتضن الشريحة الأكبر من اللاجئين. أغلبية اللاجئين تتواجد اليوم في عكار والبقاع أي في منطقتين مهمّشتين تعتمدان على الزراعة بالإجمال. ويظهر الضغط الذي تفرضه أزمة اللاجئين في بلدٍ ذي مصادر محدودة كلبنان بوضوح في مختلف القطاعات، فعلى مستوى التعليم، تمّ توزيع نحو 10 آلاف طفل سوري على مختلف المدارس الرسمية، أما في الجنوب قد استقرّ بعض اللاجئين داخل المخيّمات الفلسطينية نظراً لعدم توفّر البديل.

ما من مخيّمات رسميّة للاجئين السوريين في لبنان كما هي الحال في تركيا والأردن، وهناك خشيةٌ حقيقيةٌ لدى الرأي العام من تكرار المشكلة التي اختبروها سابقاً مع المخيّمات الفلسطينية، حتّى أن الأمم المتحّدة كانت هي نفسها ضدّ فكرة إنشاء مخيّمات للاجئين في بادىء الأمر. وكما هي الحال مع كافة المشاكل التي تنشأ داخل لبنان، شكّلت هذه المشكلة مادةً دسمة للصحافة وموضوعاً للتجاذب والجدل السياسي بين الأطراف السياسية المتنازعة. في هذه الأثناء، سجّل تدهورٌ شديد في الأوضاع الصحية وتمّ التبليغ عن إصابة عدد من اللاجئين بالسلّ.

بالرغم من أن الحكومة أقرّت خطة لمعالجة تدفق اللاجئين وإغاثتهم من خلال جمع التبرعات من الدول المانحة لا يزال هناك مطالبات بإنشاء مخيّمات كتلك الموجودة في تركيا والأردن لأنها تسهّل تنظيم توزيع المساعدات ومتابعة أوضاع اللاجئين، أما المساعدات المحلية والعالمية فتشمل الأطعمة والبطانيات والملابس والمحروقات علّها تساعد في تلطيف الأجواء، لكنّ الأكيد أن الحكومة اللبنانية تعمل على إيجاد مقاربةٍ أشمل لمعالجة المشكلة والحدّ من توسّعها.

1 اعتمدت “الشهرية” كلمة “لاجئين” لأنها المصطلح الرسمي حالياً. ولعلّ الكلمة الأصحّ هي "نازحون".

اترك تعليقا