القمر والأحلام - هنادي ديّة و منال شمة

«جاء الليل، نهض القمر من نومه، لبس ثوبه الفضي، سبح في العتمة، دار في السماء، دخل الشبابيك، سمع قصة ماما قبل النوم، أطلّ على الأصدقاء في الحديقة. سمع ولداً يقول: «انظروا... القمر اليوم هلال». استغرب القمر، لماذا يقول إنه هلال. من هو هلال؟ ركض القمر بسرعة إلى صديقاته النجمات، قالت النجمات: «تعال، نلعب غميضة». «لا أريد»، قال القمر: «أنا حزين، الناس لا يعرفونني يقولون أن اسمي هلال، لا يعرفون أنّي القمر».»

الأحلام

تقوم هذه القصة بتعريف الأطفال على الفرق بين الحقيقة والحلم من خلال عرض بعض الأحلام المضحكة المزعجة العجيبة والغريبة. ففي اليوم الأول شاهد الصبي حلماً مضحكاً بأن لونه أصبح ليلكيّاً، وفي اليوم الثاني فكان الحلم مزعجاً عندما وجد الصبي أربعة عشر واحداً مثله. وفي اليوم الثالث كان الحل عجيباً، فكلما كان الصبي يفتح فمه كان يقول «لا». أما في اليوم الرابع والأخير، فكان الحلم غريباً لأنه تخيل نفسه جالساً على نجمة فضية يرى كل شيء على الأرض ويتكلم مع القمر. أما في اليوم الخامس والأخير، ظن أنه لم يحلم إلى أن استيقظ من نومه فجأة بعدما حلم بأنه لم يقدر على التحرك.

«البارحة حلمت حلماً مضحكاً. كان لوني ليلكياً، شعري ليلكياً، وجهي ليلكياً، جسمي ليلكياً، ثيابي ليلكية، أسناني ليلكية. ركضت إلى الحمام، أخذت الليفة والصابون، فركت جسمي جيداً، فركت وفركت لكن لوني بقي ليلكياً، لبست ثيابي فصارت ليلكية. ذهبت إلى المدرسة. دخلت الصف، رآني رفاقي، قال صديقي: «المعلمة أحضرت لنا أكبر خوخة في العالم». قلت لهم: «أنا لست خوخة، أنا صديقكم». لم يسمعوني. صرخوا جميعاً: «نريد أن نأكل الخوخ». صرخوا وركضوا ورائي صرت أركض وصاروا يركضون، صرت أركض في الملعب وهم يركضون ورائي. تعبت من الركض، فجأة وقعت على الأرض، تجمعوا حولي يريدون أكلي. صرت أصرخ: «أنا لست خوخة، أنا لست خوخة». صرخت كثيراً ثم نهضت من النوم، كان حلماً مضحكاً.»

* من محور الليل من سلسلة خطوة خطوة للأطفال، تأليف هنادي ديّة ومنال شمة، ورسوم ندين كعدان. صدرت عن أصالة للنشر والتوزيع - طبعة أولى 2010. ويضم محور الليل أيضاً: البومة. العتمة.

اترك تعليقا