الانتخابات النيابية في العام 1968 : محافظة مدينة بيروت
ففي انتخابات العام 1968 حصل حلف ثلاثي مسيحي ضم كلاً من أحزاب الكتلة الوطنية (ريمون اده)، الكتائب (بيار الجميل)، الأحرار (كميل شمعون) في مواجهة الحلف الشهابي (تيار الرئيس فؤاد شهاب) المدعوم من الجيش والمخابرات.
وقد فاز الحلف وانهزم الشهابيون والنتيجة المباشرة كانت في انتخابات رئاسة الجمهورية في العام 1970 عندما فاز مرشح الحلف سليمان فرنجية في مواجهة مرشح الشهابية الياس سركيس بفارق صوت واحد. وشغل سليمان فرنجية منصب وزير الداخلية في الحكومة التي أشرفت على الانتخابات وكان هو نفسه مرشحاً للانتخابات في دائرة قضاء زغرتا.
جرت الانتخابات يوم 24 آذار 1968 في دوائر بيروت الثلاث.
دائرة بيروت الأولى
بلغ عدد الناخبين في دائرة بيروت الأولى 96,754 ناخباً اقترع منهم 33,938 مقترعاً أي بنسبة 35%. وتضم هذه الدائرة 8 نواب هم: 3 أرمن أرثوذكس- 1 أرمن كاثوليك- 1 ماروني – 1 إنجيلي- 1 روم كاثوليك- 1 روم أرثوذكس. وقد حصل تحالف بين حزبي الطاشناق والكتائب ما أدى إلى تراجع في حدة المعركة كون الحلف يمثل أكثرية الناخبين بحيث فاز المرشحون الأرمن الأربعة بالتزكية وهم جوزف شادر- خاتشيك بابكيان- سوين خان اميريان- موسيس ديركالوستيان، لكن هذا لم يمنع من تشكيل لائحة منافسة للائحة هذا التحالف تمكنت من الفوز بنائبين. وقد فاز من لائحة الكتائب- الطاشناق بيار الجميل (ماروني- 24,853 صوتاً) وسمير إسحاق (إنجيلي - 15,997 صوتاً)، وخسر كل من فؤاد بطرس (روم أرثوذكس - 13,744 صوتاً) وأنطوان صحناوي (روم كاثوليك - 12,485 صوتاً) بينما فاز من اللائحة المنافسة ميشال ساسين (روم أرثوذكس - 14,821 صوتاً) ونصري المعلوف (روم كاثوليك - 14,187 صوتاً) وخسر شارل سعد (إنجيلي - 11,302 صوتاً). ومن المرشحين المنفردين سليم واكيم (ماروني 1,344 صوتاً)، جوزف عبود (روم كاثوليك- 1,116 صوتاً) برونت عباجيان ( إنجيلي- 664 صوتاً)، سامي زريق (روم كاثوليك- 226 صوتاً). وخسارة وزير الخارجية فؤاد بطرس دفعته إلى تقديم استقالته التي رفضها مجلس الوزراء.
دائرة بيروت الثانية
بلغ عدد الناخبين المسجلين 32,921 ناخباً اقترع منهم 15,876 مقترعاً أي بنسبة 48,2% .
وفي هذه الدائرة 3 مقاعد: 1 سنّة- 1 شيعة- 1 أقليات.
وتشكلت لائحة ضمت كلاً من عبد المجيد الزين، فريد جبران وعدنان الحكيم وقد فازت كاملة في مواجهة عدد من المرشحين المنفردين وجاءت النتائج كما يلي:
-
عبد المجيد الزين (شيعي- 8,550 صوتاً)
-
فريد جبران (أقليات- 8,049 صوتاً)
-
عدنان الحكيم (سنّي- 10,210 صوتاً)
ومن المرشحين المنفردين:
-
رشيد بيضون (شيعي- 7,532 صوتاً) وكان وزيراً للعدل والهاتف في الحكومة) لكنه لم يستقيل بالرغم من خسارته.
-
الرئيس سامي الصلح (سنّي- 4,139 صوتاً) وهو رئيس سابق للحكومة.
-
شفيق ناصيف (أقليات 4,534 صوتاً).
-
فائق شهاب (سنّي 3,772 صوتاً).
-
تقي الدين الصلح ( سنّي 1,463 صوتاً).
دائرة بيروت الثالثة
تكتسب الانتخابات في هذه الدائرة أهمية كونها تمثل مركزاً للصراع على رئاسة الحكومة فزعيم هذه الدائرة هو مرشح حكماً لرئاسة الحكومة. بلغ عدد الناخبين المسجلين 63,691 ناخباً اقترع منهم 20,704 مقترعين أي بنسبة 32.5% وتضم الدائرة 5 مقاعد: 4 سنة - 1 روم أرثوذكس وتشكلت لائحة واحدة قوية تحت اسم لائحة التضامن الشعبي برئاسة رئيس الحكومة حينها عبد الله اليافي وقد فازت كاملة باستثناء رشيد الصلح الذي خسر وتقدم عليه شفيق الوزان وجاءت النتائج كما يلي:
-
عبدالله اليافي: 16,936 صوتاً
-
عثمان الدنا: 12,872 صوتاً
-
صائب سلام: 12,319 صوتاً
-
رشيد الصلح: 11,795 صوتاً
-
نسيم مجدلاني (روم أرثوذكس) 10,244 صوتاً
ومن المرشحين المنفردين:
-
شفيق الوزارن (11,815 صوتاً)
-
ذكي مزبودي (9,396 صوتاً)
-
عبد الرزاق دوغان (5,480 صوتاً).
-
جبران عكاوي (1,106 أصوات)
-
ديب فلاح (3,423 صوتاً)
-
وفيق العجوز (2,047 صوتا)
-
إدوار حنا (1,810 أصوات)
الشيوعي الشاوي ممنوع من الترشح
لم تعط وزارة الداخلية وصل الترشح للمرشح عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس نقولا الشاوي كونه ينتمي للحزب الشيوعي اللبناني غير المرخص وبالتالي لا يمكنه الترشح، وقد جاء في حيثيات قرار وزير الداخلية سليمان فرنجية وفقاً لما نشرته الصحف يوم 16 آذار 1968 ما يلي:
إن وزير الداخلية، بعد الاطلاع على ملف القضية، وحيث تبين أن السيد نقولا اسكندر شاوي، المولود في طرابلس سنة 1912، قد قدم لوزارة الداخلية بتاريخ 6 آذار سنة 1968، تصريحاً مصدقاً لدى كاتب العدل في بيروت بترشيح نفسه في دائرة مدينة طرابلس دورة 24-3-1968 عن طائفة الروم الأرثوذكس.
وحيث أنه تبين لهذه الوزارة أن السيد نقولا اسكندر شاوي ينتمي إلى الحزب الشيوعي اللبناني غير المرخص، يتولى فيه مسؤوليات رئيسية.
وحيث أن من شأن قبول ترشيح السيد شاوي بوصفه مسؤولاً كبيراً في الحزب الشيوعي غير المرخص أن يساعد على تنمية هذا الحزب، وتشجيع الدعاية له، فضلاً عن النشاط الذي يفترض فيه بذله من أجل مساعدة مرشحه مما يتنافى والقوانين المرعية، ولا سيما أحكام قانون الجمعيات الصادر في 3 أغسطس 1909 وأحكام المرسوم الاشتراعي رقم 340 الصادر بتاريخ أول آذار سنة 1943 (قانون العقوبات).
وحيث أن ترشيح السيد نقولا اسكندر شاوي مخالف لأحكام القوانين النافذة ولا يمكن بالتالي إعطاؤه إيصال الترشيح النهائي.
وحيث أنه بإمكان السيد شاوي الاعتراض على عدم إعطائه إيصال الترشيح النهائي أمام مجلس شورى الدولة بصفته المرجع القضائي الصالح للبت بهذه القضية لكي يفصل نهائياً بالاعتراض المقدم خلال مهلة ثلاثة أيام.
لذلك، لا يسع وزير الداخلية إعطاء الترشيح النهائي للسيد نقولا اسكندر شاوي للأسباب المبنية أعلاه.
اترك تعليقا