لمن يقول له: "عليك الذهاب إلى إسرائيل لتعلم كيف تجري الأمور"، فلقد سبق لهوكينغ أن ذهب إلى هناك أكثر من مرّة. ولمن يقول له: "عليك وقف الجهاز الذي يحرّكك لأنّه من أفكار أحد الإسرائيليين"، فالردّ بسيط: "هل علينا عدم السّفر بالطائرة لأننا نعتقد أنّ الغزو الأميركي للعراق هو غير شرعي والطائرة من اختراع أميركي؟". المسألة عند هوكينغ مرتبطة بسلّم القيم. فإسرائيل هي إحدى الدول النووية وهوكينغ يعتقد أنّ الحرب النووية مرجّحة وأن الإنسان قد يدمّر ذاته والكون من حوله. وهو يعتقد أنّ سياسة اسرائيل في المسألة الفلسطينية ستقود إلى كارثة. وفي موقفه هذا يقول إنّ العلم والأخلاق واحد وكذلك السياسة. وهنا جوهر المسألة.

هوكينغ لم يستجِب إلى نعوم شومسكي والأكاديميين، الفلسطينيين منهم على وجه الخصوص، الذين ناشدوه مقاطعة المؤتمر فحسب، بل إلى تلك المنظومة المناقبية التي يؤمن بها. طبعاً هوكينغ لم يسمع بفتاوى القرضاوي واحتفائه بقتل البوطي، ولم يقبّل يد ثري، ولم يحرّض على العنف. هو فقط قال لشيمون بيريز الداعي إلى المؤتمر: "ليس باسمي تقتل أطفال غزّة وقانا."

ترى هل سمعه بشارة ومشعل في الدوحة؟ وهل سيحدّثه القرضاوي عن الإيمان؟ علّ هوكينغ يقتبس من الحديث الشريف حينها النصّ القائل إنّ " الجُلوسُ سَاعَةً عِندَ مُذاكَرَةِ العِلمِ أحَبُّ إلى اللهِ مِن قِيامِ ألْفِ لَيلَةٍ يُصَلّى في كُلِّ لَيلَةٍ ألفَ رَكْعَةٍ."

ستيفن هوكينغ، الملحد المؤمن، حدّثهم وحدّثنا جميعاً، فلنسمع!

شاهد الجدول كاملا

“لقد وافقت على تلبية الدعوة التي وجّهت لي لحضور المؤتمر الرئاسي لأنني رأيت في ذلك فرصةً للتعبير عن وجهة نظري إزاء احتمالات تحقيق السلام من جهة والتطرّق لموضوع الضفة الغربية من الجهة الأخرى. لكنني تلقيت عدداً من الرسائل الالكترونية من أكاديميين فلسطينيين أجمعوا على ضرورة مقاطعتي للمؤتمر، وعليه، أجد نفسي ملزماً على الانسحاب. ولو كنت حضرت، لكنت حتماً عبّرت عن قناعتي بأنّ السياسة التي تتبنّاها الحكومة الإسرائيلية ستودي إلى كارثة.“ ستيفن هوكينغ