حدث في مثل هذا الشعر في المملكة الأردنية الهاشمية-اغتيال ملك الأردن عبد الله الأول في تموز 1951

انضمّ الملك عبد الله الأول إلى صفوف القوّات العربية في حرب العام 1948 وتمكّن مع نهاية الحرب من السيطرة على الضفة الغربية والقدس. بعد انتشار الأقاويل عن مفاوضات سرية كان يجريها الملك مع اسرائيل وموشي ديان، بدأت الهواجس تتعاظم لدى جيرانه، فوافق الملك على ايقاف مفاوضات السلام مع العدو شرط أن يوافق العرب على جعل الضفة الغربية جزءاً من السيادة الأردنية.

اغتيل الملك عبد الله الأول في 20 تموز عام 1951 لدى زيارته المسجد الأقصى في القدس لأداء صلاة الجمعة، على يد الفلسطيني مصطفى عشي البالغ من العمر 21 عاماً وهو خياط وعضو في الجهاد المقدّس. ويروى أنّ عشي كان مختبئاً وراء مدخل المسجد وقام بإطلاق ثلاث رصاصات إلى رأس الملك وصدره فأرداه قتيلاً، أما حفيده الذي كان حاضراً هو الآخر في مرمى النار، فقد نجا من محاولة الاغتيال. تمّ دفن الملك في مقابر العائلة المالكة في البلاط الملكي في عمّان.

تبيّن أن مصطفى عشي كان أحد مناصري مفتي مدينة القدس الحاج أمين الحسيني الذي كان من أشدّ المناهضين للحركة الصهيونية والرافضين لسياسة الملك عبد الله. بعد ضمّ الضفة الغربية للملكة الهاشمية وما استتبعته الخطوة من ترحيبٍ انكليزي وأميركي، قام الملك عبد الله بإقالة الحسيني من منصبه وتعيين حسام الدين جار اللّه مفتياً للقدس، ما أثار غيظ الحسيني وأوهن سعيه لدولة عربية في فلسطين.

اتّهم البعض بالتورّط في المؤامرة التي حيكت ضدّ الملك وكان من بينهم الكولونيل عبد اللّه التل، الحاكم العسكري للقدس، الذي تبيّن أنّه أعطى التعليمات للقيام بالهجوم. هكذا، ونظراً للعلاقة الوطيدة التي كانت تجمعه بالمفتي الحسيني، تمّ إرسالهما إلى الإعدام، إلى جانب مصطفى عشي واثنين آخرين من المتآمرين على الملك.

اشتهر الملك عبد الله كأحد أبرز الحلفاء للغرب واسرائيل، وعند وفاته، أوردت صحيفة The Guardian عن ونستون تشرشل قوله: «أنا آسفٌ بشدّة لمقتل هذا الحاكم العربي المخلص والحكيم، الذي لم يتخلَّ يوماً عن قضية بريطانيا أو يتوانً يوماً عن مدّ اليد للتصالح مع اسرائيل.” أمّا الوزير الإسرائيلي في لندن فقد رثى هو الآخر الملك عبد الله قائلاً: «لم تجرّد عملية الاغتيال الأردنيين من عاهلهم الملكي فحسب، بل شكّلت ضربة أليمة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. لقد كان الملك عبد الله رجلاً دؤوباً سعي بكل جهده لتحقيق التفاهم والسلام بين الأردن واسرائيل، ولو نجحت تلك الجهود، لكانت أفضت إلى الارتقاء بالمنطقة بأسرها.» 

اترك تعليقا