صفعة الهوا هل تسبّب المرض؟
الحقيقة:
لطالما تخوّف الناس من برودة الطقس وتأثيرها على صحة الجسم، فتراهم يتلحّفون في معاطفهم وستراتهم الشتوية الدافئة ويتجّنبون الخروج من المنزل بعد الاستحمام مباشرةً ، لئلاّ يصابوا بالإنفلونزا، كما أنّهم يحرصون على عدم التعرّض للمروحات والمكيّفات الهوائية لمدّة طويلة للسبب نفسه. وتفيد الموروثة الشعبية الشائعة أن البرد لا يسبّب الانفلونزا فحسب، بل آلاماً في الظهر والرقبة أيضاً. اشتكِ أمام أيٍّ كان في لبنان من آلام في رقبتك، وانتظر أن يأتيك التشخيص المحتّم: لا بدّ أنّها «صفعة هوا».
لكنّ الواقع أنّ درجات الحرارة وحدها لا تسبّب المرض وقد يكون هذا الوهم قد انتشر لدى كافة أمّهات العالم انطلاقاً من دراسة أجريت خلال الحرب العالمية الأولى تبيّن فيها أن الجنود الذين كانوا يقضون الليلة في العراء البارد أو ينامون في خنادق مبلّلة هم أكثر عرضةً من سواهم لالتقاط البرد. كما أنّه يعتقد أنّ استخدام كلمة «برد» للإشارة إلى «الانفلونزا» بدأ نتيجة الربط بين المرض ودرجات الحرارة المنخفضة.
في الحقيقة، الفيروسات هي الوحيدة القادرة على التسبّب بالمرض، ولتطمئن الأمهات القلقات من مشاركة أبنائهم في مباريات كرم القدم تحت المطر، لأنّ لا خطر في ذلك، كون الحرارة المنخفضة وحدها عاجزة عن إيذاء أبنائهم. لكنّ الرطوبة قد تؤدي إلى جعل الناس أكثر قابلية لالتقاط الفيروس وقد يؤدي البرد القارص إلى إضعاف الجهاز المناعي لدى البعض، أمّا المروحات والمكيّفات الهوائية فلا تؤثر على المرء إلا في حال تواجد الفيروس في الغرفة.
يرجّح أن يكون تفاقم تعرّض الناس للمرض في موسم البرد مرتبطاً بميلهم إلى البقاء في منازلهم حيث الاحتكاك أكبر مع الجراثيم نتيجة وجودهم في مساحات محدودة ومغلقة. تواجدنا في البرد لا يسبب لنا المرض ولا يعرّضنا لآلام مبرحة في الظهر أو الرقبة فالجسم قادرٌ على حماية نفسه من التقلّبات الحرارية.
اترك تعليقا