العودة إلى الغابة - حسن عبداللة

حسن انتهز الثور والحمار فرصة انشغال المزارع عنهما وراحا يركضان بأقصى سرعتهما نحو رحلة لطالما حلما بها، رحلة نحو الحرية والنقاهة... باتجاه البراري البعيدة حيث يرعيان الأعشاب الوفيرة بمتعة لم يشعرا بها من قبل.

خلال رحلة الإسترخاء اعترضهما نمر، فشعرا برعب شديد وهربا؛ وأصبح الحمار والثور يتعرضان بعد ذلك لهجمات متكررة من الحيوانات المفترسة حتى أضحيا يعيشان في خوف دائم، وبقيا على هذه الحال حتى فصل الشتاء حين ذوت آخر الأعشاب من الحقول ولم يعد يجدان ما يأكلانه. وراحا يتعرضان أكثر من ذي قبل لهجمات الوحوش المفترسة التي لم تعد هي الأخرى تجد ما تأكله في فصل الشتاء، آخرها ثلاثة ذئاب انقضت عليهما ولولا قرنا الثور الحادة التي دافع بهما عن نفسه وعن صديقه الحمار لكانت الذئاب التهمتهما.

إثر تعرّض الحمار لجروح خطيرة راجع الصديقان نفسيهما: «حياتنا عند صاحبنا المزارع ليست عبودية فنحن نعمل معه وهو يؤمن لنا الطعام طيلة أيام السنة خصوصاً في الشتاء وإذا مرضنا يحضّر لنا الطعام والدواء ويوفر لنا الحماية من الحيوانات المفترسة» و قررا العودة إلى المزرعة.

إثر عودتهما، رحّب المزارع بهما وطلب منهما أن يرتاحا لمدة شهر حتى يستعيدا عافيتهما.

الحياة في البراري لا تخلو من الجمال ولكن العيش في عالم الإنسان أفضل من العيش في عالم خباياه مجهولة وعلى البشر التوقف عن إيذاء الحيوانات كي لا يضطّروا للهرب إلى البراري الموحشة.

كتاب العودة إلى الغابة، تأليف حسن عبداللة و رسوم نبيل قدوح، صادر عن دار الفارابي بطبعته الأولى عام 2009 موجّه للأطفال من عمر السابعة ومافوق. 

اترك تعليقا