اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان

اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان

لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعثات ميدانية تعمل في ثمانين بلداً حول العالم وما يفوق 12000 موظّف. أمّا نشاطها في لبنان فيعود إلى العام 1967، وبشكلٍ خاص إبان مرحلة النزوح الفلسطيني التي تلت حرب الأيام الستة بين العرب واسرائيل. والواقع أنّ النزاعات المتتالية التي ما انفكّت تعصف بلبنان استوجبت وجود البعثة بصورة دائمة وهي تعمل منذ ذلك الحين على قدمٍ وساق وبالتزام مطلق للمساعدة في وجه التحديات وتقليل التأثيرات السلبية للنزعات المسلّحة.

يختلف حجم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان باختلاف السياق أو الوضع الراهن فيزداد في زمن الحرب وينخفض في زمن السلم. تجدر الإشارة إلى أنّه في حرب تمّوز عام 2006، تمّ إرسال نحو 300 مندوب للجنة إلى لبنان خلال أسبوعين فقط، ناهيك عن عددٍ لا يستهان به من الموظفين المحليين. والواقع أنّ لبنان قد شهد مراحل عديدة عبر التاريخ استوجبت تجنيد البعثة للكثير من الموارد البشرية خصوصاً في بداية الحرب الأهلية عام 1975، غزو العام 1982، حرب تمّوز 2006 وأحداث نهر البارد عام 2007. في هذه الحالات، عادةً ما تفعّل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وحدة الانتشار السريع الخاصة بها لحشد الطاقات الإضافية اللازمة للاستجابة إلى حالة الطوارىء. فيما يلي إضاءة على بعض النشاطات التي تتولاها بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان.

نشاطات بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان

الأشخاص المفقودون وأسرهم

شهدت مرحلة الحرب الأهلية في لبنان اختفاء الآلاف من اللبنانيين الذين لا يزالون حتى اليوم في عداد المفقودين ولا تزال أسرهم تسعى لالتماس خيوط قد تكشف عن مصائرهم أو أماكن تواجدهم. في هذا الإطار، عمدت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان إلى مساعدة هذه الأسر فأطلقت مشروعاً هدف إلى جمع معلومات مفصّلة عن الأشخاص المفقودين يمكن أن تستخدم في أيّ عملية في المستقبل لإجلاء مصير هؤلاء وتمّت دعوة الأهالي للاتصال بالبعثة والتسجيل لمقابلات يتمّ خلالها جمع ما توفّر من معلومات ذات صلة بالشخص المفقود. مع حلول نهاية العام 2012، جمعت اللجنة معلومات عن 612 شخصاً مفقوداً وهي تعتزم المباشرة بمشروع جمع عينات مرجعية بيولوجية من أقارب المفقودين لتحليل الحمض النووي. تمّ هذا المشورع بالتنسيق والتعاون مع السلطات اللبنانية المعنيّة.

اللاجئون السوريون

أثبتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التزامها الانساني من خلال استجابتها الفورية والفعالة للتدفّق الهائل للاجئين السوريين ومساعدتها للحكومات المضيفة والوكالات الدولية المكلّفة مساعدة اللاجئين. وقد تدخّلت اللجنة بين شهري كانون الأول وحزيران 2013 لتسهيل إخلاء ونقل وتغطية تكاليف معالجة 636 مصاباً سورياً في مستشفيات لبنان بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، كما أنّها قدّمت أجهزة طبية ومعدات لثمانية مرافق صحية تستقبل اللاجئين وعمدت إلى توزيع الحصص الغذائية ومستلزمات النظافة والأدوات المنزلية لأكثر من 24 ألف لاجىء منذ كانون الثاني في المناطق وللفئات التي تفتقر للمساعدة الإنسانية الفورية بمن فيهم أكثر من 1200 لاجىء فلسطينيي من المخيّمات في سورية. توسّعت مبادرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال عام 2012 لتمويل مركزاً مؤقتاً لخدمات الطوارىء الطبية في راس بعلبك لتسهيل عملية الإجلاء الطبي ووفّرت الدعم المالي لبنك الدم التابع للصليب الأحمر لتلبية الطلب المتزايد على الدم، كما أنّها وفّرت التدريب المتخصّص للعاملين في المستشفيات التي استقبلت اللاجئين.

في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تستمرّ بتوفير الدعم والمساندة لشريكها الوطني الرئيسي، أي الصليب الأحمر اللبناني، من خلال تمويلها إعادة تأهيل مراكز خدمات الطوارىء الطبية وتنظيم دورات تدريبية لطاقم العمل، وصيانة سيارات الإسعاف وتوفير المواد الطبية والأجهزة المعلوماتية.

زيارة المحتجزين

في العام 2012، قام مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة مراكز الاستجواب والسجون التابعة لوزارتي الداخلية والبلديات ووزارة الدفاع بغية تحسين ظروف احتجازهم والتأكّد من تلقي المحتجزين المعاملة الإنسانية الحسنة وتواجدهم في محيط يحترم سلامتهم النفسية والجسدية، وقدموا في توصياتهم في ختام هذا المشروع إلى السلطات والوزارات والجهات القضائية المعنيّة. في إطارٍ متّصل، أنجزت اللجنة مشروع المياه الذي كانت قد أطلقته سابقاً في سجن رومية المركزي يغية تحسين ظروف النظافة العامة وتوزيعها على السجناء داخل أكبر مرافق الاحتجاز في لبنان. بالإضافة إلى ذلك، تمّ تدريب العاملين في المركز الطبي لسجن رومية على الإسعافات الأولية ناهيك عن المساعدات الطبية لمستوصفات السجون.

ساهمت اللجنة الدولية أيضاً، بصفتها وسيطاً حيادياً، بإعادة 15 مدنياً ورفات 6 لبنانيين من إسرائيل إلى وطنهم في العام 2012. 

اترك تعليقا