لتامر عالم خاص - فاطمة شرف الدين
لكن هناك صبي واحد لا يقترب من أحد، «تامر لا يتكلم معنا، لا يقترب منّا، وإن حاول أحدنا التحدث إليه يخاف ويبتعد، يحني رأسه ولا ينظر إلى أحد». «وإن حاولت أخته أن تمسك بيده وأن تربّت كتفه يصرخ ويبتعد عنها». «في أحد الأيام ركل أحد الصبية الكرة بقوة، وأصاب تامر في ساعده، فارتمى على الأرض وبدأ يصرخ ويركل قدميه في كل إتجاه؛ اقتربت منه أخته لتهدئته، إزداد توتّره وعلا صراخه»... « ثم جلس على الأرض وأخذ يميل بظهره إلى الأمام ثم إلى الوراء».
تامر مصاب «بالتوحد»، يصعب عليه الإقتراب من الناس والتحدث اليهم.
«في يوم جلست على حافة قريبة لحل مسألة رياضيات صعبة جداً»....»كان تامر يحاول اللعب بلعبة الحجلة، بدا وكأنه لا يستطيع أن يكوّر أصابعه»...» اقتربت منه قليلا فلم يخف مني»... «لحق بي وجلس إلى جانبي»... «أخذ يراقبني وأنا انقل الأرقام على دفتري»...» ضمّ تامر كل أصابعه ليمسك بالقلم، و بدأ يكتب الحلّ، بخطّ صعب الفهم، كتب تامر الحلول من دون أن يمحو ولا حتّى مرّة واحدة»... « يا لك من عبقري!».
كتاب «لتامر عالم خاص» للكاتبة فاطمة شرف الدين، موجّه للأطفال من السابعة حتى السنوات التسع، صادر عن يوكي برس بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية بطبعته الأولى عام 2012، مُهدى من الكاتبة إلى شيرين صديقة طفولتها وابنها طارق المصاب بالتوحد. هذه القصة المشوقة تظهر صفات المتوحد، وإمكانية التواصل معه عند فهم حاجاته الخاصة. الرسومات الواردة في الكتاب لماريان مصلّي والتصوير والتصميم لفرح مرعي. الملفت في الكتاب، الملاحظات الموجهة إلى الأهل في آخره، التي تُبرز من خلالها المؤلفة بالتعاون مع مديرة البرامج التربوية في مؤسسة سيسوبيل أبرز عوارض التوحد قبل عمر السنوات الثلاث.
اترك تعليقا