حمد حسن - رئيس بلدية بعلبك

قامت البلدية بشق بعض الطرق العرضية في المدينة حيث أنه يوجد طرقات طولية، كما نحن ضمن المرحلة الأولى من شق رينغ (دائرة) بعلبك، كما تمّ تحويل العديد من مياه الصرف الصحي خلال السنوات الثلاث الماضية على الشبكة العامة ونحن بصدد إنشاء فرقة بلدية تعنى بهذا الموضوع تحديداً كي نتفادى التلزيم.

الواقع أنّ الخطة السنوية في المجلس البلدي مقسّمة إلى مشاريع إستراتيجية وأخرى آنية. تتضمّن الخطة الاستراتيجية المشاريع التالية:

  • معمل فرز النفايات، تم إنشاؤه وتجهيزه بدعم من البنك الدولي والإتحاد الأوروبي، غير أن الاتفاقية تنص على أنه يجب على بلدية بعلبك القيام بحفر المطمر الصحي. وتبين أن تكلفة حفر المطمر الصحي تبلغ حوالي 5-6 مليون دولار أي حوالي 3 أضعاف المنحة الأوروبية لإنشاء المعمل

  • تجميل الوسط التجاري للمدينة (وتكلفته حوالي 5 مليون دولار)

  • إقامة مدينة صناعية (تكلفتها حوالي 10 مليون دولار)

  • مشروع الإرث الثقافي

  • عزل الصرف الصحي من الجور الصحية وتوصيلها على الشبكة العامة (تكلفته حوالي 4-5 مليون دولار)

غير أن هذه المبالغ هي خارج إمكانيات المدينة وبلديتها وعائداتها من الصندوق البلدي المستقل والجباية الي تقدّر بنحو 5 مليارات ليرة لبنانية. (2.5 مليار من الصندوق وحوالي 2.5 مليار من الجباية). أما المشاريع الآنية، فهي تشمل رفع للنفايات ومشاكل الصرف الصحي إلى ما هنالك من حاجات المدينة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تعدّ تنمية القدرات البشرية في صلب اهتماماتنا اليوم. ومن أهم المشاريع التي تقوم بها البلدية لتؤمن فرص عمل لأبناء المدينة:

  • إنشاء مشروع إنتاجي عبارة عن جمعية تعاونية لعمال النظافة المياومين من أبناء البلدة يمكن من خلالها ضمهم للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي

  • Park meter يؤمن حوالي 30-40 وظيفة لأبناء المدينة خلال 2-3 أشهر

إنّ تنفيذ المشاريع الإستراتيجية، يفتح آفاقاً واسعة لتوظيف أبناء المدينة، ناهيك عن أنّ البلدية تعمل على تأمين فرص عمل بشكل غير مباشر من خلال تشجيع وتسهيل الإستثمارات في المنطقة حيث تتابع البلدية الملف وتسهل عملية تخليص المعاملات اللازمة.

توجد في إيعات محطة تكرير للصرف الصحي موصولة بكل المدينة، ما عدا الأحياء الجديدة المستحدثة في السنوات الأربع الأخيرة وتعمل البلدية على وصل هذه الأخيرة بالمحطة. كما حصلت البلدية على هبة من مكتب التعاون الإيطالي لعزل الصرف الصحي عن مياه نبع رأس العين الذي يروي البساتين وتتغذى منه المزروعات. وتتأمل البلدية خلال السنوات الثلاث القادمة من طمر غالبية الحفر الصحية في المنطقة ووصلها بالشبكة العامة للصرف الصحي. إنّ مكتب التعاون الإيطالي هو من أهم الجهات المانحة إلى جانب الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان التي ساعدت على الإعمار بعد حرب تموز وهي لا تزال موجودة وكان لها الدور الأكبر في المساعدة على انجاز اوتوستراد بعلبك/الهرمل الذي بلغ مراحله الأخيرة.

ما هي أبرز المشاكل التي واجهتكم في عملكم؟

تعاني المدينة تقصيراً من قبل الدولة والجهات المعنية من وزارات وأجهزة خدماتية، وخصوصاً عدم تطبيق اللامركزية الإدارية، فعلى سبيل المثال أبناء بعلبك يضطرون للذهاب إلى مدينة زحلة للحصول على سجل عدلي بما في ذلك من مشقة وجهد وعناء ومصروف لأهالي البلدة خاصة في هذه الظروف الصعبة. كما تعاني المدينة التي تعد مرفق سياحي بامتياز من غياب مقومات السياحة من الناحية الخدماتية، فيوجد فنادق ومطاعم ومرافق سياحية لكن هناك غياب للكهرباء والماء والهاتف. والمطلوب إذاً لفتة واقعية من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة والوزراء في الوزارات الخدماتية تجاه المدينة. بناء على ذلك يجب القيام بخطة طوارئ تنموية مع وزير السياحة والأشغال والطاقة والمياه لإنقاذ المدينة من تداعيات تقصير الدولة، والنداء الأهم هو لوزير المالية حيث أن العائدات الصندوق البلدي المستقل تكاد لا تكفي لتغطي رواتب الموظفين ومن هنا الحاجة أيضاً إلى خطة طوارئ مالية. فعلى سبيل المثال، كانت العائدات في العام الماضي حوالي 3 مليارات ونصف ثم انخفضت في العام الحالي الى مليارين و400 ألف ليرة فالمطلوب من معالي وزير المالية تحريك مستحقات البلديات من عائدات الخلوي، لأن القيام بنقلة نوعية بمشاريع إستراتيجية للمدينة والمنطقة لا يكون إلا عبر ميزانية معتبرة ونأمل في الحصول على حصتنا من عائدات الخلوي. وقد وجهنا إنذار إلى شركات الخلوي حيث انه اذا لم يعطونا حصتنا من عائدات الخلوي سوف نضطر لأخذ بعض الإجراءات كتفكيك بعض أعمدة الإرسال التابعة لهذه الشركات في بعض المناطق الجغرافية التابعة للمدينة لإلزام هذه الشركات بدفع مستحقاتها، وذلك ضمن الأطر القانونية لذلك.

الواقع الخدماتي في المدينة سيئ، لذلك يجب اتخاذ إجراءات خدماتية وتنموية لافتة لتحسين المستوى الخدماتي في المدينة لتصبح قادرة على استقطاب الوافدين. فخلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر هذا العام، استقبلت المدينة أكبر عدد من الوافدين من الجوار وأهل المدينة، فالظروف المحيطة أجبرت سكان المدينة على التسوق من داخل المدينة وكذلك سكان الجوار بدلاً من التوجه إلى مناطق أخرى. وهذا دليل عافية وخير حيث أننا نكبر بالجوار والوافدين.

كيف كان وقع النزوح السوري على المدينة؟

أصبح عدد النازحين السوريين يشكل حوالي ثلث عدد سكان بعلبك (حوالي 30-40 ألف لاجئ سوري) إضافة إلى عدد سكان المدينة الذي يتجاوز الـ125 ألف نسمة. وقد أدى هذا الوضع الى استنزاف مادي وبشري للكوادر البشرية والبلدية إضافة إلى أعباء النفايات والمياه والكهرباء، ولم نتلق أي مساعدة جدية لملف النازحين ولمعالجة تداعيات النزوح على المستوى المحلي. حضر بعض المؤسسات الدولية لمساعدة النازحين السوريين، غير أنّ المساعدات كانت عينية ولم تصب في مكانها الصحيح، وقد اجتمعت البلدية مع بعض المؤسسات الدولية المانحة والجمعيات الأهلية لمعالجة هذا الموضوع وتنسيق تقديم المساعدات عبر البلدية التي هي السلطة المحلية.

في المدينة ما يلزم من المؤسسات التي تقدم خدمات صحية، هناك وفرة بالمستشفيات والمراكز الصحية والعيادات والاختصاصات، المعالجة على نفقة وزارة الصحة سارية المفعول، كما لبعض الجهات السياسية والحزبية مؤسسات صحية ناشطة في المنطقة. لكنّنا واجهنا ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الأمراض السارية والمعدية والجلدية من جراء النزوح السوري إلى المدينة يتم العمل على معالجتها.

كم عدد العاملين في البلدية؟

يوجد في بلدية بعلبك حوالي 186 عامل، 80 منهم مثبتين أو موظفين دائمين والباقي أجراء مياومين خاصة لمعالجة موضوع النفايات والصرف الصحي. والبلدية الآن بصدد إعادة تأهيل وتحديث النظام الداخلي للبلدية والتوجه- بعد دراسة موضوعية لحاجات البلدية ومرافقها- نحو إجراء مباراة في الخدمة المدنية محصورة بالوظائف التي تحتاج اليها البلدية.

هل من كلمة أخيرة؟

تكثر في المدينة المطاعم والمقاهي والمرافق الدينية السياحية ودور الحرفيات وأصبح في المدينة من كفاءات ومرافق ما يتناسب مع متطلبات وزارة السياحة والبيئة والثقافة ولكننا ما زلنا بحاجة إلى دعم من وزارات الدولة وأجهزتها المختصة. كما نطالب بتأمين الأمن في المنطقة لتشجيع الإستثمارات والسياحة.

وكان لنقل مهرجانات بعلبك لهذا العام من المدينة الأثر السلبي الأكبر على جميع الأصعدة، حيث تنتظره جميع القطاعات في المدينة لإحياء اقتصادها إلا أنه لدينا تفهم لقرار لجنة المهرجانات في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد. 

اترك تعليقا