في ميتم الميّة وميّة

انصرف من هنا ! أنا لست عتّالاً. أنا معلّم العربيّة.

بعد قليل، قرع الباب بعنف، وكنت قد أخذت بارتداء ملابسي. فتحت الباب وإذا بالملكة المتوّجة- وأمائر الغضب بادية على وجهها إذ كان سائق الكميون يزمّر ويزمّر- تقول لي: ولماذا لا تنزل وتساعد في تفريغ الكميون؟ تمالكت تحاشياً للصّدام، وقلت بأدب: مولاتي، أنا معلّم العربيّة، ولست بعتّال. فقالت: ولكن أنت مُستخدم هنا، وآمرك بأن تنزل، وتمدّ يدك للمساعدة! عندها ثارت ثائرتي، وقلت بشيء من الحزم: مولاتي، لن أتلقّى منك أمراً. أنا هنا لتعليم العربية، لا لرفع أكياس الطّحين.

إذن أنت مطرود من هنا!

مولاتي، أهلاً بالطرد! فقد عافت نفسي المُقام في هذا المكان! سأرحل نزولاً عند أمرك.

كانت شفتها السّفلى ترتجف غضبًا. وكانت أوّل مرّة أراها عن قرب. واللّه، إنّها جميلة فاتنة ولكنّها ذئبة شرسة.

وعرفت روز بالأمر، وقالت: حذّرتك، والآن؟

قلت: إني ذاهب إلى بيروت صباح الاثنين. وشكراً عل كلّ جميل أبديته نحوي، يا روز.

وصباح الاثنين، كنت أقرع باب المستر برون. تبسّم وقال: هذه المرّة أنت هارب من صيدا!

وكيف عرفت ذلك؟

اتّصلت بي المديرة، وأخبرتني عن وقاحتك. كيف تجرّأت على رفض أوامرها؟ 

اترك تعليقا