حماية النساء من العنف الأسري في لبنان هل تتحقّق؟

مشروع قانون حماية النساء:

أحالت الحكومة إلى مجلس النواب بموجب المرسوم رقم 4116 تاريخ 28-5-2010 مشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري. اللجان النيابية المشتركة شكلت في 24-5-2011 (أي بعد نحو سنة من ورود المشروع من الحكومة) لجنة فرعية لدراسة هذا المشروع. ولقد عقدت اللجنة 39 جلسة كان أخرها في 31-7-2012 (أي استغرق عمل اللجة نحو 14 شهراً) انتهت بالاتفاق على إقرار المشروع مع إدخال بعض التعديلات، وبدورها أقرت اللجان النيابية المشتركة المشروع في 22 تموز 2013 وهو الآن ينتظر الهيئة العامة لمجلس النواب.

البداية

أعدت “منظمة كفى عنف واستغلال” مشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري في العام 2008 ولم تنجح بالتقدم به إلى الحكومة الا في العام2009 عبر وزارة العدل، وشكل المجلس في 2 حزيران 2009 لجنة وزارية لدراسة المشروع، برئاسة وزير التنمية الإدارية حينها إبراهيم شمس الدين، أعادت صياغة مشروع القانون في ضوء الملاحظات التي أبدتها المحكمة الشرعية الجعفرية ومطرانيتا بيروت وجبل لبنان للروم الارثودكس ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا والمحاكم الشرعية السنية التي اعتبرت أن المشروع لاسيما المادة 26 منه تنتقص من دور وصلاحيات المحاكم الروحية المسيحية والشرعية الإسلامية.

نص المادة 26

تنص المادة 26 على “إلغاء جميع النصوص المخالفة لأحكام هذا القانون”، وبعد تعديلها أصبح نص هذه المادة على: “أي مرجع قضائي، بما في ذلك المراجع القضائية الشرعية والروحية والمذهبية إعلام محكمة الأسرة، أو النيابة العامة الأسرية في حال الاشتباه بحادث عنف أسري يظهر أثناء قيامها بأعمالها القضائية، وعليها إيداع نسخ عن المستندات المتوفرة لديها الدالة على العنف الأسري”

والنص النهائي لهذه المادة راعى مطالب المراجع الدينية وأصبح على الشكل التالي:

“تلغى جميع النصوص المخالفة لأحكام هذا القانون، وفي حال تعارض الأحكام الواردة في هذا القانون مع أحكام قوانين الأحوال الشخصية وقواعد اختصاص المحاكم الشرعية والروحية والمذهبية تطبق أحكام الأخيرة بكل موضوع”.

رأي هيئة التشريع والاستشارات

هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل التي درست منذ العام 2008 مسودات عدة لهذا المشروع أبدت الملاحظات التالية:

  • الاستغناء عن تعين مدعي عام أسري وتكليف أحد المحامين العامين ضمن كل نيابة عامة ومن قبل المدعي العام المختص بتلقي الشكاوي المتصلة بالعنف الأسري كافة .

  • عدم ضرورة إنشاء محكمة أسرية، على أن يتم تدريب القضاة العاملين في مجال النيابات العامة، كما وفي مجال الأحوال الشخصية على معالجة حالات العنف بشكل يضمن فعالية هذا العلاج.

  • عدم الحاجة لاختيار أطباء شرعيين متخصصين حصراً بالعنف الأسري.

نص مشروع القانون

من ابرز المواد التي نص عليها مشروع القانون:

يعاقب بجرم العنف الاسري:

  • كل شخص من أفراد الأسرة اعتاد حضّ إحدى الإناث في الأسرة على التسول، عوقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر وبغرامة من خمسماية ألف ليرة إلى مليون ليرة لبنانية .

  • كل شخص من أفراد الأسرة اعتاد حض إحدى الإناث في الأسرة على الفجور أو الفساد على تسهيلهما لها أو مساعدتها على إتيانه، عوقب بالحبس بالإشغال الشاقة مدة ثلاث سنوات على الأقل.

  • كل شخص من أفراد الأسرة يعتمد في كسب معيشته أو بعضها على دعارة إحدى الإناث في الأسرة، عوقب بالأشغال الشاقة مدة خمس سنوات على الأقل.

  • من أكره زوجته بالعنف والتهديد على الجماع عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين.

  • من أكره زوجته على الجماع وهي لا تستطيع المقاومة بسبب نقص جسدي أو نفسي او بسبب ما استعمله نحوها من ضروب الخداع، عوقب بالحبس من سنة إلى ثلاثة سنوات.

  • كل شخص من أفراد الأسرة قتل قصداً إحدى الإناث في الأسرة، عوقب بالأشغال الشاقة من عشرين سنة إلى خمسة وعشرون سنة، على أن لا يستفيد من أحكام المادة 562 عقوبات. (وتنص هذه المادة انه يستفيد من العذر المخفف من فاجأ زوجه أو احد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنى المشهود أو في حالة الجماع غير المشروع فأقدم على قتل احدهما أو إيذائه بغير عمد).

  • كل شخص من أفراد الأسرة قتل قصداً إحدى الإناث في الأسرة وأقدم على التمثيل بجثتها بعد القتل، او كانت المجني عليها دون الخامسة عشر من عمرها، عوقب بالأشغال الشاقة المؤبدة.

  • كل شخص من أفراد الأسرة قتل عمداً إحدى الإناث في الأسرة او أقدم قبل قتلها على أعمال التعذيب أو الشراسة عليها، عوقب بالإعدام.

  • كل شخص من أفراد الأسرة أقدم قصداً على إيذاء احدى الإناث في الأسرة عوقب بالعقوبات المنصوص عليها في المواد /554/الى/559/ من قانون العقوبات، بعد مضاعفتها.

  • كل شخص من أفراد الأسرة مارس العنف المعنوي باستخدام أية وسيلة من وسائل التهديد على إحدى الإناث في الأسرة قصد السيطرة عليها او حجز حريتها او إكراهها على الزواج، عوقب بالحبس من ستة أشهر الى السنة.

  • تشدد عقوبات الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات، وغير الملحوظة في هذا القانون عندما ترتكب من قبل شخص من افراد الاسرة على احدى الإناث في الاسرة.

  • لا يستفيد المحكوم عليه من الأحكام المنصوص عليها في المادة /674/ من قانون العقوبات.

المادة 6

يقدم الإدعاء أو الشكوى المباشرة أمام المراجع القضائية المختصة وفقاً لقانون أصول المحاكمات الجزائية، ممن له صفة لطلب التعويض، وتقدم الاخبارات عن حوادث العنف الأسري الى النيابة العامة الاستثنائية المختصة من قبل كل من اتصل إلى علمه حصول العنف، لاسيما الأشخاص المعنويين الذين يقدمون المساعدة إلى ضحايا العنف الأسري.

المادة 7

للضحية الخيار في تقديم الشكوى الى الضابطة العدلية، او الادعاء المباشر أمام المرجع القضائي المختص، على ان ينعقد الاختصاص المكاني لأحد المراجع التالية :

  • محل إقامة الضحية الدائم او المؤقت، في حال كانت غادرت المنزل .

  • محل إقامة المدعي عليه.

  • محل وقوع العنف .

  • محل إلقاء القبض على المدعي عليه.

المادة 24

ينظر القاضي المنفرد الجزائي أو محكمة الجنايات كل بحسب اختصاصه في الجرائم الناجمة عن العنف الأسري، على ان تكون جلسات المحاكمة أمامها سرية.

وفي ما عدا ذلك تطبق أحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية أمام هذين المرجعين، تقبل الأحكام الصادرة عنهما الطعن وفقاً للأصول المنصوص عليها في قانون أصول المحاكمات الجزائية.

إقرار المشروع في اللجان:

أقرت اللجان النيابية المشتركة في 22 تموز، 2013 أي بعد نحو عام على إنهاء اللجنة الفرعية عملها،(انتهت اللجنة الفرعية دراسة مشروع قانون العنف الأسري عملها في 31-تموز-2012)مشروع القانون بعد مناقشات نيابية طويلة أدت إلى إدخال تعديلات عليه، أولها تعديل العنوان ليصبح “حماية النساء وكامل أفراد الأسرة من العنف الأسري” وليس فقط النساء وهذا ما أثار تحفظات العديد من الجمعيات النسائية، كما ادخل عدة تعديلات على النص المشروع المرسل من الحكومة لاسيما:

  • إنشاء قطعة متخصصة في قوى الأمن الداخلي تضم عناصر من الجنسين مدربين على حل النزاعات الأسرية والتوجه الاجتماعي.

  • الاستعانة بمساعدين اجتماعين أثناء التحقيق.

  • وضع أصول خاصة لتطبيق أحكام مشروع الحماية.

  • تعديل في بعض الأحكام المتعلقة بالزنا .

بعد هذه المسيرة الطويلة في الحكومة أو في مجلس النواب وصل المشروع إلى مراحله الأخيرة ولم يعد أمامه سوى الجلسة العامة فهل تقرّه ويكون لدى لبنان أول قانون عصري لحماية النساء بين الدول العربية أم ترفضه بناء لرغبات بعض المرجعيات الدينية التي ترفض هذا المشروع من أساسه ونعود بذلك سنوات إلى الوراء؟

أبرز الجرائم العائلية التي ارتكبت خلال السنوات الماضية تراتبياًَ من الأحدث إلى الأقدم

الجدول 1

تاريخ حصول الجريمة

مكان الجريمة

عدد القتلى

مرتكب الجريمة وظروفها المعلنة

آب 2013

مرياطة (زغرتا)

2

خالد الغوراني (32 عاماً) يقدم على ذبح زوجته فاطمة بكور (21 عاماً) الحامل في شهرها السابع لخلافات بينهما، علماً أنّه لم يمضِ على زواجهما أكثر من سنة

تموز 2013

حلبا (عكار)

1

وفاة رلى يعقوب والسبب المعلن هو تعرضها للضرب من قبل زوجها كرم البازي، والضحية ام لخمس بنات

تموز 2013

الصرفند (الجنوب)

1

فاطمة يونس تحرض شقيقها وابن شقيقتها على قتل زوجها السوري محمد ضرار جمو

ايار 2013

وادي بنحلية (الشوف)

1

المواطن ب.ع. (37 عاماً) يقدم على قتل والدته اديل لحود بضربة معول زراعي بعد خروجه من السجن. وقد دخله لمدة 14 عاماً نتيجة قتله زوجة أخيه، والسبب أن المجرم يعاني من نوبات عصبية

شباط 2013

وادي الزينة (الشوف)

1

قتل مالك محي الدين وحرق جثته داخل سيارته في محلة وادي الزينة، والمجرمان أقدما على جريمتهما بتحريض من زوجة القتيل التي كانت على علاقة غرامية مع احد المجرمين و كانت تعتزم الزواج منه بعد الحصول على بوليصة تامين على حياة زوجها

كانون الثاني 2013

الجديدة (المتن)

2

أ.م. يطلق النار على زوجته و يقتلها ثم ينتحر

أيلول 2012

سهيلة (كسروان)

1

منى جاويش (49 عاماً) تطلق النار على زوجها جورج فواز وتقتله والسبب خلافات عائلية

حزيران 2012

الحدث (بعبدا)

1

وفاة الطفلة غنى عبد الرازق (3 اشهر) في مستشفى سان تريز جراء تعرضها للضرب من قبل والديها

أيلول 2011

راس النبع (بيروت)

6

هادي الحاج ديب (25 عاماً) يقدم على قتل والدته نوال يونس و أشقائه أمين (23 عاماً)، مهى (20 عاماً) منال (18 عاماً) زهراء (15 عاماً) ثم ينتحر من دون معرفة الاسباب

آب 2011

الخاربة (جبيل)

2

العثور على جثتي شارل غالب وزوجته مريم بعدما اختفيا من منزلهما قبل نحو شهر ومعلومات ترجح إقدام شارل على قتل زوجته ثم الانتحار. علماً انه لم يمض على زواجهما سوى بضعة أشهر.

نيسان 2011

الشويفات (عالية)

1

خضر حسين حمود يقتل زوجته (46عاماً) ويحاول الانتحار والسبب المعلن خلافات بينهما .

تشرين الاول 2010

بلاط (جبيل)

1

نافذ طربيه (39 عاماً) يقتل شقيقه كنعان بإطلاق النار عليه لخلاف على الإرث

تشرين الاول 2010

بئر العبد (الضاحية الجنوبية)

5

الوالد غسان دلال يقتل زوجته نسرين عودة وأولادهما: باقر، مهدي، رضوان وينتحر، والأسباب المعلنة هي ظروف مالية صعبة يمر بها الوالد

أيلول 2010

مشمس (جبيل)

2

حنا ميشال أبي سمعان يقتل زوجته سيلفا شربل صوما (30 عاماً) ثم يقدم على الانتحار و السبب خلافات عائلية ودعوى طلاق، وقد ترك الزوجان طفلتين أعمارهما 8 و10 سنوات

ايلول 2010

انطلياس

2

الوالد زافين يطلق النار على ابنته جولي (6 أعوام) ويقتلها ويصيب زوجته هزميك وينتحر بإطلاق النار على نفسه، والسبب المعلن خلافات زوجية

آب 2010

وادي الجاموس (عكار)

1

الصهر يقتل شقيق خطيبته محمد إبراهيم إدريس شنقاً ويفر مع خطيبته

حزيران 2010

الاوزاعي

1

الزوج يقتل زوجته فاطمة المقداد خنقاً في الاوزاعي وينقلها إلى خراج بلدة النمرية في قضاء النبطية ويحرق جثتها مستخدماً الإطارات المطاطية

حزيران 2010

كفرتبنيت (النبطية)

1

الزوج حاتم ز. (77 عاماً) يقتل زوجته وفيقة جابر(عاماً 54) بإطلاق النار عليها، والسبب المعلن انه كان على خلاف معها بسبب رغبته بالسفر من أفريقيا وزيارة أولاده من زواج سابق

نيسان 2010

كترمايا (الشوف)

4

مقتل يوسف ابو مرعي (75 عاماً) و زوجته كوثر (70 عاماً) وحفيدتاهما زينة (7 اعوام) وآمنة (9 اعوام) على يد المواطن المصري محمد مسلم بتحريض من ابنة شقيق ابو مرعي نتيجة خلافات عائلية بينها وبين عمها بسبب سوء سلوكها أثناء غياب زوجها المسجون

نيسان 2010

سن الفيل

1

مقتل لطيفة قصير (46عاماً) على يد طليقها إبراهيم طالب بعد طلاقهما في العام 2009

اذار 2010

حكرالظاهري (عكار)

1

أخ (28 عاماً) يقتل أخته (24 عاماً) لاشتباه في إقامتها علاقة مع رجل

اذار 2010

بحرصاف (المتن)

4

الوالدة غريس كساب زوجة بول جلخ (مقيم في الخارج) تضع السم في طعام لبناتها الثلاث مليسا (13 عاماً)، ماديسون (10 أعوام)، الفردا (7 أعوام) وتشاركهم مأدبة الطعام والموت، والأسباب غير معروفة

تموز 2009

عرمون (عالية)

2

الوالد ديب القيسي (53 عاماً) يقدم لطفليه (عمر 7 أعوام) وادم (5 أعوام)عصيراً يحتوي على مواد سامة ويتناوله هو ايضاً لكن الطفلين يفارقان الحياة و يتم إنقاذ الوالد، والسبب المعلن خلافات زوجية سببت انفصال الزوجين

شباط 2009

الاوزاعي

1

مقتل الطيار غسان حسن المقداد (54 عاماً) والتحقيقات تكشف أن القاتل هو شقيقه عبد الناصر الذي قتل في العام الماضي شقيقه الآخر محمد، والسبب المعلن خلافات مالية

اب 2008

جل الديب (المتن)

2

الوالدة جانيت شكر الله حجل (66 عاماً) تقتل ابنها روي سمير الأشقر (37 عاماً) بواسطة مطرقة ثم تنتحر بتقطيع شرايين يدها وتمزيق جسدها بسكين، والسبب المعلن هو معاناتها ونجلها امراضاً عصبية

نيسان 2006

المريجة (الضاحية الجنوبية)

2

الوالد علي حمد عواد (52 عاماً) يقتل زوجته نجلاء شديد (54 عاماً) وابنته فداء (17 عاماً) بإطلاق النار عليهما، ثم يسلم نفسه للقوى الأمنية، والسبب المعلن هو علاقات ابنته المشبوهة التي تغطيها الوالدة. مع الإشارة إلى أن العائلة عادت إلى لبنان قبل 9 أشهر بعد غربة في ألمانيا دامت 13 عاماً

شباط 2008

عين قانا (النبطية)

1

الابن علي ملاح (21 عاماً) يقتل والده محمد حسن الملاح (51 عاماً) بإطلاق النار عليه من سلاح صيد ويقوم بمساعدة والدته مريم صلاح زواوي (40 عاماً) بنقل الجثة إلى سطح المبنى وصب الباطون فوقها، والسبب المعلن خلافات عائلية نتيجة مرض الزوج وعصبيته

تموز 2005

برج ابي حيدر (بيروت)

2

الزوج يقتل زوجته ويرمي جثتها من شرفة المنزل في الطابق الـ 6 ويقتل ابنته ايضاً. والسبب المعلن انه أمضى حياته في ألمانيا وعندما عاد وجد أن زوجته أنفقت الأموال التي كان يرسلها إليها، كما ساورته شكوك فيها

نيسان 2005

بتخنيه (بعبدا)

5

الخطيب سامر الأعور يقتل صديقه رفعت الأعور وخطيبته لبنى أبو الحسن وشقيقتها دانا ووالدتهما نهى وينتحر. والسبب المعلن هو طلب الخطيبة لبنى إنهاء العلاقة بسامر الأعور

آذار 2004

وادي الزينة (الشوف)

1

الزوج محمد (33 عاماً فلسطيني) يقتل زوجته حياة (26 عاماً) والسبب المعلن شكوكه فيها

ملاحظة: الأسباب المذكورة عن جرائم القتل نوردها كما وردت في الصحف ولا نتبنّى مضمونها. ومعظمها لا يزال قيد النظر في المحاكم، وتعتبر إدّعاءات غير مسندة إلى أن تصدر الأحكام بخصوصها.

اترك تعليقا