حبيب مجاعص - رئيس بلدية الشوير-عين السنديانة
يشتهر أبناء الشوير ببصمتهم ولمساتهم الخاصة في حقل البناء، والواقع أن القناطر في الشوير، بيت الدين، بكركي، الديمان، قرطبا وسوق الذوق القديم هي من صنع أبناء البلدة وتتميّز بفرادة الطابع التراثي الشويري. كما اشتهر أبناء الشوير بصناعة السيوف، ناهيك عن إقدامهم على العلم وتميّزهم بالثقافة والفكر الواسع. والحقّ أنّ هذه النزعة إلى استقاء المعرفة قد بدأت مع المبشّر الدكتور وليم كارسلو الذي له فضلٌ في تأسيس مدرسة الشوير العالية والتي تحوّلت اليوم إلى مركز السينودس الإنجيلي لسوريا ولبنان.
تميّزت ضهور الشوير بعدد من أبنائها، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المفكر خليل سعاده ومؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي أنطون سعاده، وغيرهم الكثيرين.
ما هي أبرز الانجازات التي حققتها البلدية بشكل عام وبالأخص في مجالات البنى التحتية وفي المجال البيئي والإداري والاقتصادي؟
لقد كنت عضواً في المجلس البلدي وناشطاً في الحقل الخيري والاجتماعي قبل قدومي إلى رئاسة المجلس البلدي إثر اختيار الرئيس السابق الياس أبو صعب الانتقال إلى العمل النيابي. والواقع أنّ البلديّة قد قامت بعدد من الإنجازات أهمها تأمين التيار الكهربائي 24/24 ساعة عبر 4-5 مولدات كهربائية بإدارة مستقلة تحت إشراف البلدية بسعر الكلفة. توفّر هذه المولّدات التيار الكهربائي في البيوت والمؤسسات والشوارع ليلاً ونهاراً. أما بالنسبة للمياه، فقد قامت البلدية بشراء مضخات ومولدات لتأمين المياه للمنطقة من نبع عينطورة الذي يغذي منطقة المتن.
ويوجد في البلدة مركز طوارئ صحي تم إنشاؤه بإشراف ومساعدة البلدية، إضافة إلى سيارة إسعاف. كما تملك البلدية سيارة رباعية الدفع (caterpillar) للمساعدة على جرف الثلوج في الشتاء وتساعدها في ذلك جرافات وزارة الأشغال. وقد وضع رئيس البلدية السابق جرافات ثلج خاصة به بتصرف البلدية للمساعدة على إبقاء الطرقات سالكة في فصل الشتاء. كما يوجد مركز استعلامات في ساحة البلدة لمساعدة الزوار والمصطافين، ويقوم حرس البلدية بحراسة المنطقة ليلاً للسهر على الأمن.
أما فيما يختص بالبنى التحتية، فتمديدات الصرف الصحي موجودة في الشوير منذ العام 1958. وتنتظر البلدة الإنتهاء من إنشاء محطة التكرير في وادي الجماجم لكي يتم وصلها بها.
على المستوى البيئي، تنظم البلدية رحلات بيئية للسير في الطبيعة والأحراج للتعرف على طرقات البلدة القديمة التي تم تجهيزها خصيصاً لتتماشى مع هذه الرحلات. وفيما يتعلّق بالثروة الحرجية، فنحن نعمل مع شركة Evergreen ووزارة الزراعة للمحافظة على الثروة الحرجية والصنوبرات في المنطقة.
تمّ توحيد أبواب السوق جميعها إضافة إلى بناء خيم قرميد موحدة أمام المحلات لإضفاء الطابع الجبلي على البلدة. كما أنه بمسعى شخصي من رئيس البلدية السابق السيد الياس أبو صعب، والحزب السوري القومي الإجتماعي، يتم تحويل بيت أنطون سعاده إلى “دار سعاده للثقافة”.
هلاّ حدّثتنا قليلاً عن مهرجان عيد المغتربين الذي يقام في البلدة سنوياً وعن مدى أهميته في جذب السياح العرب والأجانب؟
من أبرز ما تتميز به بلدة الشوير هو مهرجان عيد المغتربين، فهو الشريان الحيوي للبلدة في الصيف. بدايات المهرجان كانت في العام 1962، لكنه توقف خلال فترة الحرب، ليعود ويقام من بعد العام 1990. وفي السنوات الثلاث الأخيرة، اتخذ المهرجان منحى عالمياً حيث أصبح يتم انتخاب ملكة جمال المغتربين بإشراف السفارات والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، فتنتخب المرشحات في بلاد الإغتراب قبل أن يقصدن لبنان للمشاركة في عيد المغتربين. ويمتد المهرجان المذكور على حوالي شهر من الزمن، تحت إشراف لجنة مختصة بالمهرجان يترأسها أحد أعضاء المجلس البلدي، ويتخلله العديد من النشاطات الفنية والحفلات التراثية الفلكلورية إضافة إلى يوم قروي وعدد كبير من النشاطات الأخرى المتنوعة، وذلك بكلفة مجانية للحضور تشجيعاً للإصطياف والسياحة في البلدة.
ويستقطب مهرجان عيد المغتربين حوالي 20-30 ألف زائر كل ليلة من أيام المهرجان، فيفيد أبناء البلدة اقتصادياً من أصحاب محلات ومؤسسات سياحية.
كما تقوم البلدية منذ ثلاث سنوات بتنظيم عيد الجيش في ضهور الشوير، يتخلله عرض عسكري وفنّي. وقد أقيمت هذا العام بطولة لبنان للدراجات في ضهور الشوير.
تضم البلدة فندقين: “وان تو وان” و“سنترال”. كما تمّ إنشاء مدرسة سابيس SABIS العام الماضي، بغية استقبال أولاد العائلات غير الميسورة، وذلك حتى المرحلة الإبتدائية حالياً.
ما هي أبرز المشاكل التي واجهتكم في عملكم؟
تعاني البلدية من مشكلة التمويل إن من ناحية الصندوق البلدي المستقل أو عائدات شركات الخلوي. لقد تمّ رصد نحو مليار ليرة لبلدية الشوير- عين السنديانة من عائدات الخلوي، لكنّنا لم نقبض أياً من مستحقّاتنا حتى الساعة. لكن لحسن الحظ، تحظى البلدية بالكثير من الدعم المعنوي والمادي البلدية من المجتمع المحلي وهي تحصل على هبات من أبناء الشوير لتحسين وضع البلدة.
أخيراً، فيما يتعلق باللاجئين السوريين، تضم البلدة حوالي 1500 لاجئ سوري، بعضهم كان يعمل هنا أساساً وقام باستقدام عائلته إلى البلدة بسبب الأوضاع الراهنة في سورية. وقد قامت البلدية بإجراء إحصاء شامل لهؤلاء اللاجئين وأصدرت لهم بطاقات.
اترك تعليقا