شهر آذار - 16 آذار 1977 : إغتيال كمال جنبلاط-سورية في موضع الاتهام

في الوقائع: غادر كمال جنبلاط منزله في المختارة بعد ظهر يوم 16 آذار قاصداً مدينة عاليه وكان يقود سيارته مرافقه حافظ الغصيني وفي المقعد الخلفي مرافقه الآخر العريف في قوى الأمن الداخلي فوزي شديد وسلكت السيارة طريق بعقلين نزولاً نحو دير دوريت في اتجاه بيروت، وعند منعطف دير دوريت كمنت له سيارة بونتياك تحمل لوحة عراقية وفي داخلها 4 مسلحين وقام المسلحون بإيقاف سيارة جنبلاط وأنزلوا السائق والمرافق ونقلوهما إلى سيارة البونتياك فيما قاد مسلح سيارة جنبلاط وجلس في المقعد الخلفي مسلح آخر، ولسبب غير معروف توقف سائق سيارة جنبلاط فجأة ما أدى إلى اصطدامها بسيارة البونتياك التي كانت تسير خلفها. وقد أقدم أحد المسلحين على إطلاق النار على جنبلاط وأنزلوا من السيارة الأخرى سائق ومرافق جنبلاط وأطلقوا عليهما الرصاص وتابعوا سيرهم في سيارة البونتياك لكنهم اصطدموا بحاجز ترابي ما عطل السيارة فتركوها في مكانها واستقلوا بالقوة سيارة فيات كانت تمر مصادفة في المنطقة وطالبوا من سائقها سليم حداد نقلهم إلى مستديرة الصالومي في سن الفيل. ويروي العميد الركن المتقاعد عصام أبو زكي أن لسيارة البونتياك قصة غريبة وهي التالية: ضبطت جمارك مرفأ بيروت في 8-1-1977 سيارة بونتياك وبداخلها 79 كلغ من حشيشة الكيف وقد أوقف صاحب السيارة ومعقب المعاملات الجمركية بناء لأمر القضاء وعندما حضرت دورية من قوى الأمن لتسلم السيارة والموقوفين والمخدرات أوقفها حاجز القوات السورية عند المرفأ وصادرها ووقع آمر القوة السورية الملازم أحمد سكابا وثيقة بهذا الأمر، وبعد ذلك نقلت السيارة إلى سورية وأعيد إدخالها إلى لبنان بواسطة الرائد ابراهيم حويجي وكانت تحمل لوحة عراقية رقمها 72719 - بغداد مسجلة باسم حسين جعفر كاظم جواد، وأفاد شهود أن السيارة كانت في منطقة الحمرا يستقلها المسلحون الأربعة وتسير عكس السير وعندما اعترضهم شرطي أجابوه “نحن مخابرات افتح لنا الطريق”. وبينت التحقيقات أيضاً أن المسلحين الأربعة كانوا في فندق لورنزو موزارت في الحمرا وان اثنين منهم سجلا اسميهما في الفندق وهما حسين جعفر كاظم جواد وساهر محمود جبيلي.

وفي كتاب “الحروب السرية في لبنان” لانطوان بصبوص واني لوران الصادر في العام 1988 يورد عن قضية اغتيال كمال جنبلاط تورط أحد ضباط المخابرات السورية الرائد ابراهيم حويجي في عملية الاغتيال”، وقد أصبح حويجي لاحقاً رئيس المخابرات الجوية السورية.

أما ايغور تيمو فييف في كتابه “كمال جنبلاط الرجل والأسطورة” الصادر في العام 2000 فيورد المحاولات التي جرت قبل الاغتيال بين المصريين والفلسطينيين لانتقال جنبلاط الى مصر لكن السفارة المصرية في بيروت ردت على اتصال محسن دلول بها مكلفاً من جنبلاط للسؤال عن ضمانات السلامة لجنبلاط، بأنها لم تتلق أية تعليمات بهذا الخصوص، وهذا ما دفع جنبلاط للعدول عن السفر والبقاء في لبنان لمواجهة مصيره، ويورد أيضاً: “ورغم أن أسماء قتلة جنبلاط لم تعلن رسمياً، وأن أحداً منهم لم يقع في يد العدالة، فان ثمة اعتقاداً واسعاً أن هذه الجريمة ما كانت لترتكب لولا إيحاءات النظام السوري الذي كان أبلغ أكثر من طرف سياسي في لبنان أن جنبلاط قد انتهى”. ان أحداً لا يستطيع تأكيد ذلك، إلى أن تظهر إثباتات دامغة تؤكده أو تنفيه”.

اترك تعليقا