في الجامعة الأميركيّة:: السّنة الأخيرة
وعند التّسجيل للسّنة الثّالثة، اخترت درساً ممتعًا لا أنساه. نسيت كلّ الرياضيّات، ولم يبقَ من ذاكرتي شيء من علم الكيمياء، إنّما أذكر هذا الدرس: علم الفلك مع الأستاذ برون. فتح هذا الدرس أمامنا الكون الفسيح، وأشعرنا أنّ أرضنا ذرّة غبار لا تُرى إلاّ بمجهر كبير. وأخذت درسًا مع الأستاذ بولس خولي في التّربية لا أذكر منه سوى اسم عالم في التّربية ، كان يعجبني اسمه باستلوتزي! ودرساً آخر في علم الأخلاق مع كروفرد الأب. ودرسًا في السّيكولوجيا مع أستاذ طوله متران، واسمه سيلي. لا أذكر شيئًا من هذا الدرس.
حاولت جاهداّ في إيجاد عمل أثناء العطلة، لأدفع بعض نفقات السّنة الرّابعة. ولا أريد قضاء الصّيف في رأس المتن، فما العمل؟
كان أهل رأس بيروت يصعدون في الصّيف إلى الجبال لقضاء عطلتهم في جوٍّ لطيف. وكان بعضهم يطلب من يتبرّع بحراسة البيت صيفاً. وكان أمين سرّ جمعيّة المتخرّجين رجلاً يعطف عليّ، وسألني إذا كنت أريد أن أنام في بيته حارساً صيفياً، هذا إن كنت عازمًا على البقاء في بيروت. رحّبت بالفكرة، ولملمت أمتعتي، وانتقلت إلى بيت شحادة شحادة. ولم ينسَ في أثناء الصيف أن يُرسل لي شيئاً من عنب زحلة.
وأخيرًا جاءت الرّزقة: سيّدة مصريّة صحافيّة، تعمل في الحقل النّسائيّ، تريد تعلّم اللّغة الانكليزيّة. وكانت تعرف المبادىء، ولكنّها تريد مزيدًا من المعرفة، لتقرأ كتاب الاقتصاد للأستاذ أندره جيد المترجم إلى الإنكليزيّة. تريد ساعة كل صباح . والأجر 75 غرشًا. شيء ممتاز!
اترك تعليقا