مؤسسة عامل الدولية

يتركّز النهج الذي تعتمده المؤسسة في عملها على خطة الميمات الثلاث، “مبدأ- موقف- ممارسة”، وعلى مبدأ التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر وهي تضمّ ما يقارب الستمائة ناشط يصبون إلى تقليص التفاوت الإجتماعي والمناطقي والسعي إلى بناء دولة مدنية تنعم كلّ الفئات فيها بالعدالة الاجتماعية والعيش الكريم.

مؤسسة عامل هي عضو في المجلس الاقتصادي الاجتماعي للأمم المتحدة Ecosoc بالصفة الخاصة الاستشارية منذ العام 2001، إضافة إلى كونها عضواً مؤسساً في تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان وفي المجلس الدولي للجمعيات التطوعية، أمّا المجالات التي تنشط فيها فتتركّز في الإطار الصحي، والاجتماعي والانساني والتنموي كما أنّها تعنى بدعم اللاجئين وحماية الأطفال ودعم القضيّة الفلسطينية.

النشاطات

إنّ جدّية مؤسسة عامل في تقديم الخدمات النوعية وتعزيز البرامج التنموية من خلال مراكزها المنتشرة في المناطق الريفية جعلها محطّ ثقةٍ وأكسبها جماهيرية واسعة، وقد اتّسمت المشاريع التي أنجزتها بطابع تنموي، صحي، حقوقي وتربوي.

المجال الصحي

في المجال الصحي، وإلى جانب مراكزها الاثني عشر الدائمة، لدى مؤسسة عامل ثلاث عيادات نقالة تعمل على استهداف الفئات العاجزة عن زيارة المراكز الثابتة. مع تفاقم النزوح السوري، بادرت المؤسسة إلى تسيير عياداتها النقالة بصورةٍ يومية لتقديم المساعدات الطبية للأطفال النازحين والنساء الحوامل حيث يتراوح معدل المعاينات اليومية بين 70 و100 مريض. تقدّر التقديمات الصحية في المراكز العاملة في مؤسسة عامل الدولية بحدود 1500 خدمة شهرياً في كل مركز. يتمّ توفير هذه الخدمات مجاناً للنساء الحوامل وللاطفال ما دون الخمس سنوات في حين يتمّ تقاضي بدلاً رمزياً في الحالات الأخرى، بغية التمكّن من الاستمرار والمحافظة على جودة الخدمة الصحيّة في ظلّ الدعم المحدود من المؤسسات المانحة الدولية أو من مؤسسات الدولة اللبنانية.

مجال تنمية القدرات البشرية

أثبتت مؤسسة عامل الدولية منذ التأسيس قدرتها على إحداث التحوّلات في حياة الشيب والشباب- رجالاً ونساءً- في المناطق المهمشة عبر تنظيمها لدورات تدريبية تعنى بالخياطة، تصفيف الشعر، التمريض، اللغات، ميكانيك السيارات، الحاسوب ومحو الأمية. وقد تعاملت مؤسسة عامل مع معهد بيبلوس في حارة حريك وأنشأت مركزا للتدريب العملي يحمل شعار “أنسنة القطاع الخاص وإضفاء الطابع المهني على القطاع الإنساني” بهدف توفير فرص العمل للمستفيدين ودمجهم في سوق العمل. كما أنها أنشأت تعاونية زراعية للتنمية الريفية في إبل السقي (جنوب لبنان) بهدف توفير فرص التدريب في مجالات إنتاج الصابون والأعشاب الطبية والزيوت الأساسية لثلاثمائة وعشرين امرأة ومائة فلاح. وقامت المؤسسة بتأمين المعدات اللازمة للتعاونية كما عمدت إلى إتباع استراتيجيات التسويق المعتمدة لمساعدة التعاونية على تحقيق الاكتفاء الذاتي. وأنشأت مؤسسة عامل الدولية أيضاً مشغلاً في منطقة عين الرمانة في ضواحي بيروت لتدريب النساء على بعض الأعمال الحرفية كصناعة الحلي والإكسسوارات، حيث تعمل بعض النساء اللاجئات حالياً في المشغل على صناعة الإكسسوارات وبيعها حيث يعود ريعها لهؤلاء النساء لمساعدتهن على تأمين معيشتهن ولو بجزء بسيط.

مجال التعليم

تطبق مؤسسة عامل الدولية برنامجاً تعليمياً لأولاد اللاجئين العراقيين في لبنان. غير أن كارثة النزوح السوري وضعت المؤسسة أمام مشكلة تفوق قدرتها لذا تتعاون حاليا مع جمعية كاريتاس واتحاد غوث الأولاد ضمن برنامج الأمم المتحدة للاجئين السوريين “العودة إلى المدرسة” لتسهيل وتسريع انخراط الطلاب النازحين الذي يبلغ عددهم حوالي الـ10,100 تلميذ في المدارس الرسمية في الجنوب والبقاع.

كما توفّر المؤسسة للأطفال في سنّ المدرسة برنامج “التعليم السريع”، حيث فاق عدد المشاركين فيه 800 ولد، إضافة الى برنامج “دروس التقوية” لسد الهوة بين البرنامج التربوي اللبناني والسوري حيث بلغ عدد المشاركين فيه ما يفوق 1470 تلميذ.

إضافةً إلى ما سبق، تقوم مؤسسة عامل الدولية بتقديم دعم مدرسي لثلاثة آلاف تلميذ سوري نازح في ضواحي بيروت.

برنامج حماية الأطفال

بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، تقوم مؤسسة عامل الدولية بتطبيق برنامج لحماية الأطفال اللبنانيين والسوريين النازحين، خصوصاً أن هؤلاء الآخرين يعانون من مشاكل نفسية وحالات خوف شديد من جراء ما عايشوه خلال تواجدهم في سوريا ومن خلال ما يعانون منه هنا من صعوبة في الأوضاع المعيشية وبعدهم عن بيئتهم الأم وتركهم لمدارسهم وغيرها من المشاكل. ويجري تطبيق هذا البرنامج في ستة مراكز موزعة في بيروت والبقاع حيث استفاد ما يقارب 648 ولداً من البرنامج والأعداد إلى ازدياد.

كما تقوم مؤسسة عامل بنشاطات للأولاد والأهل وحملات للتوعية من العديد من المخاطر التي يمكن أن تحدث كتدهور الوضع الأمني، مضايقات قد يتعرض لها الأولاد في الشارع، الزواج المبكر، العنف المحلي وعمالة الأطفال. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ “بيت عامل لحقوق الإنسان” الذي يتخذ مركز بيروت الرئيسي مقرا له ويقوم بنشاطات صيفية حول القانون الدولي والنزاعات المسلحة.

المشاريع المستقبلية والتحدّيات

تسعى مؤسسة عامل للحصول على ترخيص لإنشاء جامعة، كما تتجه أيضاً للعالمية حيث أصبح لها فروع في أوروبا والعمل جار لافتتاح فرع في أميركا، بالإضافة إلى الاستمرار في النشاطات القائمة حالياً والسعي الدؤوب لتطويرها لكي تطال شريحة أكبر من المستهدفين.

أمّا التحدي الأكبر فيبقى الهمّ المادي لأن الحاجات تفوق دوماً الإمكانات. تؤمن عامل نحو 53% من موازنتها من المستفيدين من خدماتها بالإضافة إلى ما تؤمنه من نشاطات الدعم السنوي المحلي، وهي حريصة على عدم الارتهان لأي من المؤسسات المانحة التي ذكرناها آنفاً.

ناهيك عن ذلك، تشكو المؤسسة غياب الفكر المؤسساتي في الدولة وعدم الاعتراف بالآخر ما يشكل عقبة كبيرة أمام حركتها، إضافة إلى غياب العقلانية بالتعاطي مع قضايا المواطنين واعتبارهم ليسوا بذي قيمة للعمل من أجلهم. 

اترك تعليقا