جوزيف خيراللة المعلوف - رئيس بلدية دوما

تقع دوما في محافظة لبنان الشمالي في قضاء البترون، وتبعد عن بيروت 80 كلم وترتفع عن سطح البحر 1050 م. وهي تزدان بمنازلها التراثية المكللة بالقرميد الأحمر والتي يفوق عمرها مئات السنين.

ودوما اليوم هي بمثابة مدينة في الجبل، فعلى الرغم من عدد سكانها القليل، تتوفّر فيها المحكمة والمخفر والفندق الفخم والمقاهي والمطاعم والمستشفى والمدارس وبيوت الاصطياف والأسواق. وتعتبر دوما امتداداً لتاريخ قديم حيث لعبت دورا مهما منذ القدم في الصناعات القديمة والتجارة من خلال سوقها التجاري القديم وتواجد الدوائر الحكومية في البلدة من محكمة وسجن ومركز بريد. كما أنها من أوائل البلدات التي كان لها طرق للعربات حيث تم وصل دوما بقضاء الكورة سنة 1905 بمبادرة من أبناء دوما دون أي مساعدة حكومية، فقد تم بيع كامل مشاع دوما لإنجاز هذا المشروع الحيوي والمهم. كما عرفت أرصفة دوما البلاط قبل أن تعرفه أرصفة العاصمة ووصلتها الكهرباء سنة 1946 بمبادرة من أبناء دوما المغتربين .

ما هي أبرز الانجازات التي حققها المجلس البلدي بشكل عام وبالأخص في مجالات البنى التحتية والمجالات البيئية والإدارية والاقتصادية؟

دوما هي البلدة السادسة في لبنان التي كان لها مجلس بلدي، بعد زحلة وبعقلين ودير القمر وبشري والشويفات بفضل مساعي أهالي البلدة التي خلصت إلى استصدار مرسوم من متصرف لبنان رستم باشا سنة 1880 وتم تعيين الأعضاء بدون انتخاب.

أمّا البلديّة الحاليّة، فقد حرصت، وعلى الرغم من قلّة الإمكانيات المتوفّرة لديها، على أن لا توقف النشاطات والمشاريع الإنمائية في بلدة عريقة عهدت التطور منذ أجل بعيد. ومن الإنجازات الجديرة بالذكر قيامنا بتوسيع الطرق الداخلية في البلدة وتعبيدها بالإضافة إلى توسيع المداخل كي نفسح المجال أمام الحافلات الكبيرة للدخول خلال موسم الاصطياف والمهرجانات، وهو مشروع لا يزال مستمراً اليوم. كما أننا بادرنا إلى تأهيل المدافن وتصوينها، و ترميم عيون المياه الأثرية وإقامة مكتبة عامّة تسمح بتعزيز ونشر ثقافة القراءة. تمّ أيضاً تأمين فرص عمل لأبناء دوما في المؤسسات الحكومية التي حرصت البلدية على تواجدها في البلدة كالدفاع المدني ومركز صيانة الكهرباء لجرد البترون ودائرة النفوس.

تمّ تشييد القصر البلدي وهو عبارة عن بيت أثري قديم جرى العمل على ترميمه وإصلاحه حتى أصبح اليوم أشبه بتحفة فنية، ناهيك عن إنجازنا للمخطط التنفيذي لترميم السوق الأثري في دوما الذي يضم محالاً تجارية وسينما ومسرح ويضاهي في قيمته ومكانته أعرق الأسواق الأثرية الموجودة في لبنان، ونحن نأمل أن يصار قريباً إلى ايجاد مصدر تمويل والبدء بتنفيذ هذا المشروع لم.

على مستوى الزراعة، تمّ شق طرق زراعية لتمكين المزارعين من الوصول إلى ممتلكاتهم بسهولة، مع الإشارة إلى وجود براد حديث للتفاح (2004) في دوما، وأربعة مكابس لعصر الزيتون، منها القديم ومنها الحديث، فضلاً عن معملين لتكرير زيت الزيتون وتعبئته وتوضيبه. أمّا في الشقّ السياحي، فتستضيف البلدة مهرجان دوما السياحي السنوي بالتعاون مع لجنة مهرجانات دوما الدولية، وهو نشاط حيوي يسهم في استقطاب أعداداً كبيرة من السياح والزائرين من أبناء سكان قرى القضاء والأقضية الأخرى.

بالإضافة إلى كلّ ما تقدّم، تنشط البلدية في توفير الدعم والمساعدات للمدارس الرسمية والمؤسسات الاجتماعية المتوافرة في دوما.

ما هي خطتكم ومشاريعكم للسنوات الثلاث القادمة ؟

يأتي تأمين التمويل اللازم لترميم السوق القديم في طليعة المشاريع التي نطمح إلى إنجازها في المستقبل القريب، وذلك لما لهذا السوق من قدرة على تنشيط الحركة الاقتصادية في البلدة وجوارها وجعلها مقصداً سياحياً وتجارياً بامتياز ونحن لن نوفّر جهداً لإعادة المكانة التاريخية والأثرية المرموقة لهذا السوق والدفع نحوالمباشرة بالتنفيذ وإطلاق الورشة.

هناك أيضاً خطّة لإقامة حديقة عامّة تكون بمثابة فسحة راحةٍ ومساحة للتلاقي بين أهالي دوما والمحيط، و في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أنّه تمّ تخصيص قطعة أرض بمساحة ثمانية آلاف متر مربع بوسط البلدة لهذا الغرض.

ومن المشاريع الأخرى المندرجة ضمن جدول أعمالنا مستقبلاً، استكمال عملية ربط مجاري الصرف الصحي بالشبكة العامة ومن ثم نحو محطة التكرير واستكمال تأهيل المسلخ والأرض المحيطة به ناهيك عن إقامة معمل لفرز نفايات بلدات جرد البترون بالتعاون مع اتحاد البلديات.

ما هي أبرز المشاكل التي واجهتكم في عملكم؟

تواجه بلدية دوما بشكل عام مشاكل مادية حيث أن عائدات البلدية لا تكفي لسد المصاريف التشغيلية فما بالك إذا كان المطلوب إنجاز مشاريع ضخمة ذات كلفة عالية، وهذا ما يضع البلدية أمام تحد كبير لتأمين التمويل من خلال المؤسسات الدولية المانحة والوزارات وبعض المتمولين الدومانيين الذين ما تراجعوا يوما عن تقديم الدعم لبلدتهم.


اترك تعليقا