اللاجئون العراقيّون
هذا معناه أنّ الرقم الحقيقي الذي يشمل على الأرجح عراقيين غير مسجّلين هو أعلى من العدد المذكور. في الأردن، يتمتّع اللاجئون العراقيون بوضعٍ خاص وبالتالي فأعدادهم أعلى بطبيعة الحال وقد بلغت 29000 لاجىء في كانون الثاني 2013. اليوم وبعد مرور 10 سنوات على غزو العراق، تبدو حال اللاجئين العراقيين متزعزعة أكثر من أيّ وقت مضى. لكنّ اندلاع الفوضى والاضطرابات على امتداد المنطقة بأسرها، ساهم في تقليص الاهتمام بالأضرار المباشرة التي خلّفتها الحرب على تركيبة العراق وشعبه. يبيّن الجدول التالي التقلّبات في أعداد اللاجئين العراقيين في لبنان منذ الغزو وحتى العام 2011 وفقاً لسجلات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

اللاجئون العراقيون في لبنان وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

السنة

2003

2004

2005

2006

2007

2008

2009

2010

2011

عدد اللاجئين

1,476

1,148

797

20,000

50,000

50,000

50,000

7,630

8,491

المصدر: قاعدة بيانات السكان الإحصائية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة، من المرجّح أن تكون أكثرية اللاجئين العراقيين قد دخلت إلى لبنان خلسة لقاء رسوم باهظة الثمن. والواقع أنّ معظم المسجّلين مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يرغب اللجوء إلى بلدٍ آخر وبقاؤه في لبنان هو محطّة ريثما تتحقّق إمكانية استقبالهم واستقرارهم في مكانٍ آخر. أمّا العائلات التي دخلت إلى البلاد بصورة شرعيّة، فمعظمها تخطّى المدّة القانونية المحدّدة في تأشيرات الدخول ويسعى جاهداً لتفادي قوى الأمن الداخلي. لكن في السنوات القليلة الماضية، عمدت الحكومة اللبنانية إلى منحهم فترة سماح لتسوية وضعهم لقاء رسومٍ معينّة وشرط توافر كفيل لبناني.

إن قلق اللاجئين من وضعهم القانوني في البلد يساهم في تعقيد علاقتهم مع اللبنانيين، ويفيد العاملون منهم في السوق السوداء إلى أنّهم يتعرّضون للإساءة من قبل مشغليهم لكنّهم يلتزمون الصمت لاستحالة لجوئهم إلى المسؤولين. من الجهة الأخرى، تسبّب البطالة وغياب الدخل الثابت إلى إفراز المزيد من الهواجس الاقتصادية والنفسية. في السابق، كان اللاجئون العراقيون في المناطق الريفية يستفيدون من فرص العمل في الزراعة، لكنّ الوضع اختلف اليوم مع دخول اليد العاملة السورية إلى المنافسة.

والمفارقة هي أنّ العديد من اللاجئين العراقيين المقيمين في سورية قد غادروها لنفس الأسباب التي أرغمتهم على مغادرة العراق سابقاً. ولا يقتصر هاجس العراقيين الشيعة والمسيحيين الذين فرّوا إثر الصراع الطائفي الذي شنّ في بلادهم على العنف الحاصل في سورية فحسب، بل هم يخشون أيضاً تعرّض المتطرّفين السنّة لهم. قدّر العراقيون الذي رحلوا من سورية بالآلاف وتشير إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنّ عدد المسجلين العراقيين في سورية كان 480 ألف في كانون الثاني 2013.

في الأردن في المقابل، وعلى الرغم من اندماجهم بشكلٍ أفضل، لا يزال اللاجئون العراقيون يعانون من النبذ ومن عدم القدرة على العمل بصورة شرعية، وكما هي الحال في لبنان، يعتمد هؤلاء على المساعدات الإنسانية وعلى فرص التوظيف غير الرسمية لكسب عيشهم. والحقّ أنّ تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن ولبنان لم يفاقم مشكلة اللاجئين العراقيين فحسب، بل أثار أزمة وتحديات جمّة للحكومات المستضيفة أيضاً. بالإضافة إلى رداءة الظروف التي يرزح تحتها اللاجئون غير الشرعيين، يفتقر السوريون والعراقيون على حدّ سواء إلى الرعاية الصحية والدعم. أمّا على مستوى القطاع التربوي، فقد فاضت مدارس لبنان بالتلاميذ ويواجه أبناء اللاجئين معاناة حقيقيّة مرتبطة بالعوائق اللغوية وبالإساءات والسخرية التي يتعرّضون لهل من قبل رفاق صفهم.

اترك تعليقا