جدّتي ستتذكّرني دائما - سمر محفوظ برّاج
طالما برّرت سمر تصرفات جدّتها “الظريفة”، عندما كانت ترمي النقود في سلّة النفايات، لربما أرادت أن تثبت أن النقود غير مهمة، وعندما وجدت علبة البسكويت تحت وسادتها، لربما كانت تريد أن تأكلها خلسة لأن الطبيب منعها عن تناول السكر، وعندما وضعت الفلفل في الشاي لربما تكون وصفة جديدة من وصفاتها و لكن... لِمَ نسيت جدتّها إسم جارتها المفضلة ناديا؟ أين وضعت مفاتيح خزانتها؟ أين خبّأت نظّاراتها؟ كل تلك الأشياء كانت تجدها سمر فيما بعد في أماكن غريبة ... لماذا تطرح جدّتها السؤال نفسه مرتين؟ لماذا تخبّر القصّة ذاتها ثلاث مرّات؟... هي مصابة بمرض يعرف بِ الأل.. ز... هايمر.

خوفاً من أن تنسى الجدّة أميرتها الصغيرة، بدأت رحلة سمر: «قرّرت أن أراها دائماً، أن أتمشّى معها في الحيّ، أن نزور الجيران معاً. لا أريدها أن تنساني... سأساعد جدتي كي لا تنسى... سأساعدها كي تتذكر، كما كانت تحاول أن تذكّرني بالحروف والكلمات والأرقام». فتعدّان الحلويات معاً، تلعبان لعبة الروائح، تتذكران حياكات الجدة لأميرتها الصغيرة و المناسبات التي أهدتها فيها الشّال والكنزة والقبعة الصوفية، ثم تقومان بحلّ الكلمات المتقاطعة وتسمعان الأغاني و تردّدانها معاً، تعدّدان أسماء الأغراض حتى صور خالها رامي المسافر مع عائلته وضعتها سمر على البراد في المطبخ وقرب الهاتف... ربما قد تنسى الجدّة شكله.

«من أنا يا أحلى جدّة؟» ... «أنتِ أميرتي الصغيرة» .

اترك تعليقا