هل صحيح أنّ الانسان يستخدم 10% فقط من قدرة دماغه؟-وهم رقم 77

الحقيقة:

لا تزال كيفية نشوء هذا الإدعاء غير واضحة، فالبعض يعزوها إلى كتابات عالم النفس الأميركي ويليام جايمس في العام 1908، الذي زعم في كتابه «طاقات الإنسان» بأننا نستخدم نسبةً قليلةً من دماغنا فحسب. أمّا البعض الآخر فينسب هذه المقولة إلى ألبرت أينشتاين، على الرغم من غياب ما يثبت ذلك. فهل صحيح أننا نستخدم هذا الجزء الصغير فقط من دماغنا؟ الواقع أنّ كافة أجزاء الدماغ تنشط لدى قيامنا ببعض المهمّات، مهما كانت هذه المهّمات بسيطة وسهلة، فقد بيّنت فحوصات الدماغ بأنّه ما من جزءٍ واحدٍ يبقى مستريحاً في الوقت الذي تنشط فيه الأجزاء الأخرى.

لعلّ ما ساعد على تعزيز هذا الإدّعاء هو واقع أنّ الإنسان قادر على الاستمرار بتأدية وظائفه وإن فقد بعض الأنسجة الدماغية. في الواقع، يمكن الاستفادة من مسالك مختلفة في الدماغ لخدمة الغرض نفسه. هكذا، وفي حال إخفاق أو تعطّل أحد المسالك، يمكن دوماً اللجوء إلى مسالك أخرى، إلّا أنّ هذا لا يزال موضوع جدلٍ خصوصاً أنّ التلف الذي يلحق بأجزاء صغيرة من الدماغ قادر على ايذاء الدماغ بشكل جسيم كتسبيب السكتات الدماغية على سبيل المثال. من الجهة الأخرى، أثبتت عمليات التطوّر بأنّ الدماغ البشري قد تنامى عبر الزمن، فلو كان يستخدم 10% فقط من حجمه، من غير المنطقي أن يكون قد طوّر كتلة إضافية لم يكن بحاجة إليها. أخيراً، من المعلوم لدى الجميع أنّ الدماغ البشري عضوٌ شديد الترابط، لذلك، لا يعقل أن يكون أحد أجزائه ناشطاً بينما الأجزاء الأخرى معطّلة.

إن الترويج لهذا الوهم على أنّه حقيقة قد يبدو مستساغاً لدى من يعتقد بأنّ أمام العقل البشري الكثير من الإمكانيات التي لم يستغلّها حتّى الآن. فالبعض يرى في ال 10% حافزاً يدفع بالبشر إلى العمل نحو استغلال ال 90% المتبقيّة. والحقّ أنّ العمل الشّاق من شأنه تطوير المزيد من نقاط الاشتباك العصبي بفعل المحفّزات لكنّ هذا لا يعني حكماً أنّ الأجزاء الجديدة غير المستخدمة سيتمّ استخدامها للمرّة الأولى. لو صحّ الادّعاء القائل إنّ 90% من الدماغ غير مستخدم، فهذا يعني أن كافة المسالك العصبية ستتلف نظراً لغياب المحفّزات، لكنّ هذا ليس واقع الحال ما يثبت عدم صحّة الإدّعاء.

اترك تعليقا