حدث في مثل هذا الشّهر في العراق -إسقاط تمثال صدّام حسين في 9 نيسان 2003

كان يشتبه حينها بحيازة الرئيس العراقي صدّام حسين على أسلحة الدمار الشامل، ودعمه للجماعات والنشاطات الإرهابية، ما شكّل ذريعةً مثاليةً للولايات المتّحدة لغزو العراق عام 2003، إلاّ أنّ لدى الرأي العام نزعة شديدة ومبرّرة إلى الاعتقاد بأنّ الإدارة الأميركية فبركت علاقة صدّام بالقاعدة لإخفاء نواياها الحقيقية من هذا الغزو والهادفة إلى السيطرة على الموارد النفطية في العراق.

شكّل إسقاط تمثال صدّام حسين في ساحة الفردوس في بغداد في التاسع من نيسان عام 2003، حدثاً ضخما استقطب اهتماما إعلاميا منقطع النظير وتمّ بثّه على كافة المحطات التلفزيونية في العالم في محاولةٍ لإقناع الناس والرأي العام بأن العراقيين استقبلوا الغزاة الأميركيين بحفاوة واعتبروهم صانعي سلام أتوا ليحرّروهم من قبضة حاكمهم الطاغية.

استولت القوّات الأميركية على بغداد في التاسع من نيسان وعمدت على إسقاط التمثال الذي كان قد نصب عام 2012 تقديراً للرئيس العراقي. بلغ طول التمثال 12 متراً وقد هوى أرضاً إثر قيام سيارة إنقاذ تابعة للبحرية الأميركية بجرّه بواسطة سلسلة معدنية وسط حشدٍ من العراقيين والصحافيين والمصوّرين الأجانب، وذلك بعد أن فشلت ضربات مطرقة المصارع العراقي كاظم الشريف في إسقاطه.

كثُرت الأقاويل والتناقضات حول هذه الحادثة، فقد أظهر الفيلم الوثائقي الصادر عام 2004 بعنوان Control Room أو غرفة التحكّم عدداً من صحافيي الجزيرة يزعمون بأنّ عمليّة إسقاط التمثال كانت مجرّد مشهدٍ مزيف ومفبرك وأنّه تمّ استدعاء عدد من العراقيين إلى الساحة لتمثيل دورهم فيه. كما طاولت الشكوك أيضاً حجم الحشود التي كانت متواجدة حينها إذ قدّر البعض بأنّ العدد لا يتجاوز المئات وأنّ ربع إلى نصف هؤلاء كانوا صحافيين وجنوداً أميركيين.

من غير الممكن الجزم إذا ما كانت هذه الحادثة منظمة أو عفوية أو إذا كان الإعلام فعلاً يتحمّل مسؤولية التضخيم والمبالغة في التغطية، لكن ممّا لا ريب فيه أنّ العاصمة بغداد تعرّضت لعمليات واسعة من السلب والنهب بعد سقوطها وتكبّدت دماراً هائلاً في بنيتها التحتية من جرّاء هذه العمليات.

دام غزو العراق 21 يوماً فقط، لكنّه شرّع الباب لانتفاضات تمرّدية تلاها اقتتالات طائفية اتخذت طابع الحرب الأهلية. انسحبت القوات الأميركية من العراق نهائياً في 18 كانون الأول 2011، مخلّفةً وراءها عشرات الآلاف من الضحايا وذكريات مريرة عنوانها العنف والدم والدمار. 

اترك تعليقا