كيف تفكر القاعدة (1) - الإستفادة من الثروة النفطية

الثروة النفطية

الخطوة الأولى:

تقوم إحدى المجموعات الإعلامية التي أحد كوادرها متخصص في الدراسات الاقتصادية السياسية بإعداد دراسة تثبت فيها القيمة الحقيقية والسعر الحقيقي للبترول، وكيف أنه على الرغم من أن الأبحاث المحمومة لم تجد لها أي بديل في الوقت الحاضر الا انها السلعة الوحيدة الأكثر تخلفاً في الأسعار أمام مثيلاتها من السلع الأخرى، حتى قيل إن ثمن نكتة ممثل على المسرح أغلى من ألف برميل نفط، بحيث تشتمل الدراسة على تحديد لسعر حقيقي أو تقريبي لبرميل البترول طبقاً للمعايير الاقتصادية السليمة، ومع بيان لاهمية البترول السياسية كذلك، وبيان مدى الاجحاف والنهب الذي عانته الأمة عشرات السنين جراء بخس سعره. وبعد ذلك يسلم البحث إلى عضو في اللجنة يجيد صياغة البيانات التبريرية فيقوم هذا العضو بوضع بيان ينبغي أن يخلو من تبرير أننا نضرب قطاع البترول من أجل أنه يباع للكفار فتلك مسألة اجتهادية وستفتح علينا أبواباً من الجدل الإعلامي يصرف عملنا عن وجهته، بينما ما ينبغي أن يشتمل عليه البيان هي العناصر التالية:

1 - ملخص- في سطور قليلة- للدراسة التي أعدها الكادر الاقتصادي مع التركيز على مدى الإجحاف الذي لحق بالأمة من جراء بخس سعر البترول، مع بيان كيف أن الأموال المتحصلة طوال عشرات السنين- مع بخسها- لم تذهب لبناء الامة بقدر ما ذهب أغلبها لأرصدة حفنة من العملاء ووكلاء الغرب من أنظمتنا العربية والإسلامية بحيث يبقى فتات الفتات للامة وشعوبها لذرّ الرماد في العيون، مع بيان السعر الذي ينبغي أن يكون عليه البرميل حالياً، وأن كل ذلك محصلة دراسة اقتصادية دقيقة تم توزيعها على الباحثين الاقتصاديين والسياسيين والنخب الإعلامية في عالمنا الإسلامي.

2 إعلان لجميع الدول التي تحصل على بترول من أراضي المسلمين أن عليها أن تدفع السعر الحقيقي المدون في الدراسة والبيان كليهما مع الاحتفاظ بحق المسلمين في المطالبة بفارق السعر عن كامل السنين السابقة، وإننا نقول لمن يناقش في هذا السعر: إن هذا السعر هو الذي يبيع به المسلمون ما يملكون ومن لا يريد أن يدفع ذلك السعر لا يشتري، وان الأموال التي ستدفع مقابل بترول المسلمين لا تدخل بعد اليوم في خزانة الأنظمة المثقوبة بثقب ينفذ على بنوك سويسرا، وإنما تتسلمها لجان شعبية وتقوم هذه اللجان بإنفاقها على الشعوب المحتاجة وذلك بعد دفع مرتبات العاملين في قطاع البترول، هذه اللجان الشعبية تتكون من أشخاص ثبتت أماناتهم من تجار البلاد وأعيان البلدان الإسلامية، مع بيان أن هذا البيان صادر عن طليعة من الأمّة تأبى أن تظل الأمة مسحوقة مسلوبة الإرادة.

3 إعطاء مهلة مناسبة لبيان مدى التجاوب مع البيان واتخاذ خطوات جدية وإلا سيتم ضرب المنشئات البترولية خاصة الأنابيب التي لا يصاب من ضربها بشر، أو الناقلات التي يديرها ويعمل عليها الكفار، وكذلك ضرب المنشآت والمعامل في حال خلوها من العاملين تجنباً لإيذاء المسلمين- والتأكيد على ذلك-، اما بالنسبة للحراس فإذا كانوا من القوات النظامية لأنظمة العملاء والردة فسيتم التعامل معهم حيث ان هؤلاء الخونة لأمتهم لا حرمة لهم عندنا، اما لو كان الحراس من شركات الحراسات الخاصة فسيتم مدافعتهم فقط حال محاولة قتل أو أسر أحد المجاهدين لتسليمهم لأنظمة العمالة والردة.

4 توضيح جيد للشعوب أنه في حالة تأزم الظروف واضطرارنا إلى ذلك وتوقف قطاع البترول عن العمل، لن تخسر شعوبنا شيئاً إن شاء الله، فأولاً: أغلب دخلنا من البترول يذهب أغلبه إلى الحسابات البنكية للحكام العملاء وأعوانهم ولا ينفق منه على الشعوب إلا ذر الرماد في العيون. ثانياً: عندما يتوقف البيع يبقى البترول احتياطياً لدينا ونستطيع بيعه بعد ذلك بأكثر اضعافاً مضاعفة من سعره الحالي وان فارق الأسعار سيغطي وزيادة- أضعافاً مضاعفة- إصلاح أي تخريب سيتم للمنشئات هذا على المدى القريب بإذن الله أما على البعيد فنأمل أن يتغير حال الأمة وقد استردت إراداتها وحقوقها وآمالها التي سلبها الغرب وعملاؤه من الحكام الخونة، واننا لا نفعل ذلك الا من أجل مصلحة الأمة وان عليهم تكذيب حملة أبواق الأنظمة التي ستنطلق لتشويه أهدافنا وأعمالنا، وانه إذا تحلينا بالصبر قليلاً ستسترد الأمة قراراها وهيبتها.

الخطوة الثانية:

نعمل على أن تصل الدراسة الاقتصادية لأكبر قدر من النخب الاقتصادية والسياسية والإعلامية في العالم الإسلامي وخارج العالم الإسلامي، ليعلم الجميع مدى الظلم الذي ألحقوه بالشعوب الفقيرة في أمتنا، وكذلك لتشجيع الدول البترولية في غير منطقتنا الاسلامية على رفع سعر البترول بدورها، أما البيان المختصر فينبغي أن يصل الى كل بيت في أمتنا وبأي طريقة ممكنة حتى لو تطلب الأمر خطف مدير او مهندس صليبي- ويفضل أن يكون عاملاً في قطاع البترول- ولا يطلق سراحه إلا بشرط إعلان البيان في الصحف وقنوات التلفاز كاملاً، ويمكن أن تتم عملية الخطف مثلاً في نيجيريا أو السنغال أو أي بلد بترولي إسلامي حتى لو كانت العمليات المخطط لها بعد ذلك ستتم في أماكن أخرى كالخليج مثلاً، واذا تعذر خطف صليبي غربي يمكن خطف احد النصارى العرب الذين يعملون في قطاع البترول، كذلك يمكن أن يكون المخطوف صحفياً غربياً ونحو ذلك ممن يتيسر خطفه من غير العاملين بقطاع البترول، إذا كان خطفه يخدم الخطة الإعلامية المتعلقة بهذه العملية، ويمكن أن يكون بدلاً من عملية الخطف القيام بأي عمل يمكن أن يشد أنظار العالم ويجعله متشوقاً لسماع البيان الذي سيلي ذلك العمل.

قد يتعجب البعض إذا قلت إن كل المطالب التي في البيان ليست هدفنا الأساسي، بل المتوقع بعد القيام بالخطوتين السابقتين عدم استجابة الغرب او الأنظمة لأي مطلب من المطالب السابقة، بل ومحاولة الاستهانة بالتهديد مع كونهم سيتعاملون معه بأعلى درجات الجدية خاصة إذا تم الإعلان عنه عن طريق عملية خطف كما ذكرنا، بل من المتوقع أيضاً أن لا تسفر عملياتنا المحدودة التي ستعقب انتهاء المهلة المحددة في البيان عن إيقاف ضخ البترول إلى الغرب، ولكنها على الأقل ستعمل على رفع سعر البترول ولو على الأقل لتغطية النظم الأمنية الالكترونية ومرتبات الجنود والحراسات التي ستنتشر لتملأ طريق خطوط أنابيب البترول ومنشآت قطاع البترول الضخمة وملحقاتها الكثيرة، بل ونتوقع ارتفاع سعر إضافي جراء الأزمة السياسية التي ستحدثها العمليات، بل إننا نتوقع ايضاً ارتفاع سعر البترول قبل العمليات من جراء البيان والدراسة الصادرة فقط، وفي ذلك مكسب إعلامي جيد إننا رفعنا سعر البترول بمجرد بيان ثم رفعناه مرة أخرى ببعض العمليات المحدودة تجاه أهداف بترولية ضعيفة التأمين.

قد يتعجب البعض أكثر إذا قلت إن كل ما سبق لا يهم، وإن كل النتائج التي ذكرتها في الفقرة السابقة لا تهمنا سواء السلبية المتوقعة أو الاستجابة غير المتوقعة للمطالب، ولكن ما يهمنا هو تقوقع النخبة من قوات العدو بأعداد غفيرة على المواقع الاقتصادية لحراستها، وعندما توضع أفضل القوات لحراسة آلاف من المواقع البترولية أو الاقتصادية في البلد الواحد ستخلو الأطراف والمناطق المزدحمة من القوات، وأن وجدت فستوجد قوات ضعيفة يسهل مواجهتها إذا لزم الأمر، ويسهل تجنيد الشعوب في وجودها باتفاق غير مكتوب، فنحن لا نعقد عهداً أو اتفاقاً مع جنود وضباط أنظمة الردة، ولكن لن نتعرض لهم بالقتل إذ تركونا نتدرب وندعو ونجند بحرية في المناطق المزدحمة والأطراف وإذا تعرضوا لنا ليس لهم منا غير السيف، وبذلك نخطو خطوات واسعة نحو مرحلة إدارة التوحش والتي تبدأ بتخيير جنود الردة المهملين المتروكين في الأطراف والمناطق المزدحمة- حيث أن النخبة والقوات المجهزة موزعة بين حراسات الحكام وأهل الصليب وبين حراسات المناطق الاقتصادية ومناطق اللهو والسياحة- أقول نبدأ بتخيير القوات الضعيفة بين القتل او الانضمام لنا او الفرار وترك السلاح، ويتركون لنا إدارة المناطق التي ستكون قد بدأت تعاني من ضعف السلطات فيها وقد انتشرت فيها العصابات وعدم الأمان والذي ينبغي علينا ان نعمل على علاجه وإدارة هذا التوحش.

ملاحظة: هذا التوحش وعدم الأمان بسبب بعض العصابات أفضل شرعاً وواقعاً من سيطرة السلطات على الأوضاع ووضع الناس تحت المهانة في أقسام الشرطة وإجبار الناس على قبول الكفر والتحاكم للقوانين الوضعية والخضوع للطواغيت فإن ذلك أكثر إضاعة للأمن فان الشرك أكبر مظاهر عدم الأمن، وكفى بعدم الأمن من النار فتنة، لذلك قال أئمتنا: (لئن اقتتلت البادية والحاضرة فلم يبق منهم أحد أفضل من أن ينصب طاغوت يحكم بخلاف شريعة الإسلام) كذلك وجود بعض العصابات سيكون محدوداً وستبدأ الشعوب في التسلح للدفاع عن نفسها بدلاً من الحالة السابقة من الرضوخ لجند الطاغوت وسيعمل الأهالي بنصيحة خطباء المساجد بالتحاكم للشرع في قضاياهم بعد الفراغ القضائي الذي سيحدث نتيجة انهيار او ضعف السلطات، ويبدأ الأمر بالتحرك لما نريد بإذن الله، حيث سنكون نحن أكبر قوة منظمة- بإذن الله- بين جميع الأطراف، واقدر شوكة قادرة على ضبط الجانب الأمني القضائي.

كذلك أحب أن أنبه بعض المشفقين علينا من التشويه الإعلامي والحملات الإعلامية الموجهة ضدنا التي قد تنتج من مثل تلك العمليات التي ستوجه للاقتصاد أو البترول، أقول لهؤلاء هونوا على أنفسكم واستعدوا لما هو أكبر من ذلك، وإلا فلن يستقيم لنا جهاد، ولنجلس في بيوتنا أفضل إذا كنا سنبدأ النحيب من الآن، فيجب علينا عدم الاعتبار لمثل تلك الحملات ويجب الاستعداد لصدها بقدر الإمكان وإلا فمتى؟ وليعلم من وضع رجله في طريق الجهاد أنه قد يأتي علينا يوم عندما تحتدم المعارك- نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة- سنرى فيه ملايين المهجرين من المناطق هرباً من شدة القتال مع أنظمة الردة أو مع الصليبية والصهيونية كما حدث عندما احتدمت المعارك في أفغانستان والشيشان وسنواجه بحملات إعلامية- وقد يشارك فيها الجهابذة من قادة الحركات الإسلامية- أننا نحن المتسببون في ذلك، وقد تتسبب موجات قصف جيوش الردة والصليب لقتل الآلاف ويجب أن نحضر أنفسنا لذلك، حتى أن أحد القادة الأفغان كان يجلس مع الشيخ عبدالله عزام رحمه الله فأتته رسالة فيها خبر قتل أكثر من عشرين فرد في عائلته أثناء قصف إحدى القرى والرجل يستمر في الحديث فيقول له الشيخ ما الخبر الذي جاءك فيخبره، يقول الشيخ عبدالله ينقل لي خبر مقتل أقاربه وكأنه يحدثه أن هارون الرشيد كان يحج عاماً ويغزو عاماً ويكمل ما كانا يتحاوران فيه وكأن شيئاً لم يحدث، وهذه هي الحرب، ويجب أن تتعود الشعوب عليها وإلا فمتى؟ وكيف سنخرج من التيه؟ ويجب أن نتحضر بقدر الإمكان لرد الحملات التشويهية، وإذا أخلصنا في عملنا وأتقناه فستصل كلماتنا إلى قلوب الناس وستلقف عصانا كل الافك الذي يروجون له في حقنا، وسيصبر الناس معنا طالما كنا طليعة الصابرين أما لو بدأنا الشكوى والنحيب والجزع من الآن فحق للناس أن يجزعوا.

أعيد التنبيه أن ما ذكرته هنا بخصوص البترول هو فقط لشحذ الذهن، إلا أن استراتيجية استهداف العدو بصفة عامة استراتيجية معتبرة سياسياً وعسكرياً ولا ينبغي أن تغيب عن الحركة الراشدة، وقد نبه عليها قيادات الجهاد في أكثر من دراسة وأكثر من بيان. 

اترك تعليقا