محمد خالد قوبر - رئيس بلدية سبلين

هلاّ أعطيتنا نبذة تعريفية عن بلدة سبلين؟

سبلين بلدةٌ عريقة تقع على الساحل الشوفي وتمتدّ على مساحة 5737 مترًا مربعًا. تميّزت البلدة في الماضي بطابعها الزراعي وكان اقتصادها يعتمد على منتوجات القمح والذرة والزيتون وغيرها من الزراعات إلى جانب بعض الصناعات الحرفية البسيطة. ومع تطوّر الزمن، تحوّل أبناؤها من الزراعة إلى التحصيل العلمي في مختلف الميادين الأكاديمية والمهنية. يبلغ عدد سكانها المسجلين ما يفوق الـ3500 نسمة، أمّا عدد القاطنين فيها فيقارب الـ22 ألف نسمة من مختلف المناطق اللبنانية، حوالي 60% منهم من اللبنانيين و40% من الفلسطينيين. تقسم سبلين إلى قسمين: “الضيعة القديمة” و”القسم الساحلي” المحاذي للبحر حيث يقطن ما يقارب الـ17 ألف نسمة.

تضم البلدة بعضاً من أهم المؤسسات السياحية والتجارية والصناعية كمعمل ترابة سبلين، الذي يوفّر فرص عمل لما يقارب 400 موظف من سبلين والبلدات المجاورة في إقليم الخروب ويساهم في تسيير العجلة الاقتصادية في البلدة من خلال دعم المشاريع البلدية، بالإضافة إلى معمل باتشي لتصنيع الشوكولا والأواني الفضية ومطاحن الجنوب الكبرى ومؤسسة مايكو لتجميع المولدات الكهربائية وغيرها من المؤسسات الحكومية والدولية.

كم يبلغ عدد العاملين في البلدية وما هي أبرز الأعمال التي أنجزتموها منذ توليكم رئاسة المجلس؟

يتألف المجلس البلدي في سبلين من تسعة أعضاء ويضم سبعة موظفين ثابتين بالإضافة إلى حوالي 25 عاملاً يوميًا وسبعة حراس ليليين. لقد حاولنا بذل ما في وسعنا للاستجابة للحاجات الملحّة للمواطنين وكان لنا عدد من الإنجازات في مجالات العمران والطرق والصرف الصحي وغيرها من المشاريع الحيوية.

بادرت البلدية إلى تعبيد وإصلاح الطرقات الداخلية التي تقارب مساحتها 54 كلم وإقامة جدران دعم على جوانب الطرقات والحرص على صيانة الإنارة العامة بشكل دائم، كما تمّ توفير مولدات كهربائية ضمن البلدة القديمة لتوفير الكهرباء للسكان ضمن التسعيرة التي تحددها وزارة الطاقة. في الشقّ الزراعي، عمدنا إلى إقامة مشتل خاص بالبلدية لزرع الشتول والأشجار، وأولينا اهتماماً خاصاً بعملية التشجير فغرسنا ما يقارب 3000 شجرة ضمن اتفاقية ما بين وزارة الزراعة وجمعية الإنماء الاجتماعي والثقافي، كما تمّ زرع 5000 نصبة من الخروب و2000 نصبة من الصنوبر.

أما في المنطقة الساحلية، فقد عمدنا إلى مدّ شبكة صرف صحي ضمن عقد موقع مع الأمم المتحدة، وقد شارف هذا المشروع على الانتهاء، كما تمّ إنجاز وتحضير ما تبقى من فضلات عقارية ناتجة عن شق الطريق الساحلي السريع والبالغة مساحته 22000 متر، واستحصلنا على كتاب من وزير الأشغال العامة بجعل هذه الفضلات العقارية حدائق عامة تجمّل مدخل البلدة وبلدات إقليم الخروب عموماً، مع الإشارة إلى أن اتحاد بلديات الإقليم قد ساعدنا على حفر بئر ماء لريّ هذه الحدائق عند زرعها، كما تمّ بناء خزان للمياه سعته 100 متر مكعب لتخزين المياه واستعمالها في عملية الريّ. بالإضافة إلى ما تقدّم، تجدر الإشارة إلى أنّ البلدية قامت أيضاً بحملات تلقيح مجانية للأطفال بالتعاون مع وزارة الصحة العامة.

هل ميزانية البلدية كافية لتسيير أمورها؟

تمكّن المجلس البلدي من إنجاز بعض المشاريع الحيوية في البلدة على الرغم من قلة الموارد المالية، فما تتقاضاه البلدية من عائدات الصندوق البلدي المستقل مخصص لعدد المسجلين في البلدة أي لثلاثة آلاف وخمس مئة نسمة، بينما تقدم البلدية الخدمات لما يقارب الـ22 ألف مقيم. كما يتم اقتطاع ما بين 75% إلى 80% من عائدات الصندوق البلدي المستقل لصالح شركة سوكلين، إضافة إلى عدم الإفراج عن أموال البلدية المستحقة من عائدات الهاتف الخلوي ووزارة الطاقة.

غير أن البلدية وبفضل تفعيلها لجهاز الجباية وتعاون المواطنين معها تستطيع أن تحصّل ما يقارب 65% من الأموال المستوجبة على المواطنين والمؤسسات الواقعة ضمن النطاق البلدي.

ما هي أبرز التحدّيات التي تواجهكم كمجلسٍ بلدي؟

تعاني البلدية من عدة مشاكل، أهمها عدم وصول شبكة الصرف الصحي لكافة أحياء البلدة مما يفاقم خطورة الوضع البيئي ويزيد من معاناة المقيمين. كما أن المنطقة الساحلية تفتقر لشبكة مياه للري ما يجعلها تعتمد على الآبار الأرتوازية وجمعينا مدركٌ لما لاستعمال مياه الآبار من مخاطر تلوّث وملوحة. هناك حاجة ماسّة للحدّ من ظاهرة التلوث الناتج عن معمل سبلين لإنتاج الإسمنت والعمل جار بين البلدية وإدارة المعمل لتخطي هذا الأمر.

يشكّل النزوح السوري عبئاً إضافياً على البلدية، فهناك ما يقارب الـ7000 نسمة ناهيك عن أعداد غير قليلة لم تتقدم من البلدية لتسجيل أسمائها للإستفادة من التقديمات الاجتماعية والصحية، وهذا ما يخلق أزمة لدى البلدية كونها ليست على علم بأماكن إقامتهم وأعدادهم وأحوالهم ناهيك عن الزيادة في استهلاك الطاقة من كهرباء، ماء ونفايات جراء وجود عدد كبير من النازحين وعدم استعمالهم هذه الموارد بشكل منظم. ونحن نقوم بالتعاون مع المفوضية العليا للإغاثة ومؤسسات الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي بتقديم المساعدات للنازحين المقيمين ضمن البلدة، كما أنّنا نوفّر الدعم المادي والصحي لبعض الحالات الإنسانية من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وذلك بالتعاون مع مستشفى سبلين الحكومي.

ما هي أبرز المشاريع المستقبلية التي تخطّطون لها؟

تعتزم البلدية إقامة مجمّع للملاعب الرياضية يضمّ أربعة ملاعب، كما أنّنا نخطّط لبناء خزان للمياه بسعة 1000 متر مكعب على الأرض التي قدّمها النائب وليد جنبلاط وحفر بئر أرتوازي جديد لحل أزمة المياه في المنطقة الساحلية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ العمل جارٍ على تأمين التمويل اللازم لإنجاز الحدائق العامة على مداخل البلدة، كما أنّنا نتابع موضوع الحدّ من التلوّث مع إدارة معمل سبلين ونحرص على تشجيع الاستثمارات في المجال السياحي في المنطقة البحرية، إن من حيث إقامة مشاريع جديدة أو تحديث القائم منها. 

اترك تعليقا