هادية غندور - يوكي برس

ما الحافز الذي دفع بك إلى تأسيس دار نشر خاصة بك ولماذا اخترت التركيز على أدب الاطفال؟

لقد شكلت خلفيتي التربوية والمهنية المتنوعة، إلى جانب النقص الملحوظ في الإصدارات الأدبية العربية الموجّهة للأطفال، عاملين أساسيين مهّدا لدخولي عالم النشر. لقد ولدت وترعرت في اليابان وكان لعملي كمراسلة للتلفزيون الرسمي الياباني أولاً ولاحقاً في شركة كريستيز للفنون التشكيلية كبير الأثر في صقل الحس الفني لدي وتجهيزي بالرغبة والقدرة اللازمتين لاقتحام هذا العالم. كان يوجد فراغٌ لافتٌ في مجال أدب الأطفال في السوق اللبنانية آنذاك، وكان لديّ رغبة بتوظيف خبرتي في سدّ هذا الفراغ ورفع مستوى الإصدارات الأدبية للأطفال من حيث المحتوى والتصميم. لهذه الغاية، بادرت إلى تأسيس دار يوكي برس للنشر عام 2004، وقد ألهمت تجربتنا الناجحة الكثيرين كي يحذوا حذونا ويطلقوا دور نشر جديدة.

ما الذي يميز يوكي برس عن غيرها من دور نشر الأطفال؟

منذ تأسيسها، تعهدّت يوكي برس بنشر كتبٍ تحترم المقاييس العالمية ولا تقل جودةً عن المنشورات الغربية، ولطالما كانت فلسفة الدار تدعو إلى صياغةٍ جديدة لدور ورسالة كتب الأطفال وإلى بلوغ التفوق من حيث الشكل والمضمون. تتعاون يوكي برس مع كتابٍ ورسامين متخصصين وتحرص على تحسين وتطوير الطابع الفني للكتب فترتقي بالصورة لتجعلها جزءاً لا يتجزأ من الكتاب وليس مجرد عنصر زخرفي. والواقع أن كتاب «ألف باء ألف باء»، أول إصدارات يوكي برس، لا يزال في طليعة الروائع التي أصدرتها هذه الدار. يهدف هذا الكتاب إلى تعليم الأطفال بين 3 و 5 سنوات أحرف الأبجدية بطريقة ممتعة، فيحفظ الطفل الحرف من خلال حفظ أسماء الحيوانات التي يبدأ اسمها بهذا الحرف.

كيف يتمّ التواصل مع الكتّاب والرسامين؟

يقتصر فريق عمل يوكي برس على بضعة موظّفين لا غير أما البقية فهم بمعظمهم كتاب ورسامون يعملون بصورةٍ مستقلة. عادةً ما أضع تصوري للمواضيع والأفكار التي أرغب تضمينها في إصدارات الدار في بداية كل عام، ثمّ أسعى للتواصل مع من أعتقد أنه كفؤ أو قادر على تجسيد تلك الأفكار من الكتاب والرسامين. والحقّ أنني محظوظة لتمكني من تأسيس شبكة صغيرة من الكتاب والرسامين الموهوبين الذين نجحوا في تحويل رؤيا الدار إلى واقع ملموس لا تشوبه شائبة.

هل تصفين العمل في مجال نشر كتب الأطفال بالعمل المربح؟

في البداية، لا بدّ من الإشارة إلى أننا في يوكي برس، على عكس دور النشر الأخرى، ملتزمون بنشر أربعة إلى خمسة كتب لا أكثر في العام الواحد، فنحن نرفض التفريط في الجودة أو نوعية الكتاب وإن كان ذلك يعني عدداً أقل من المنشورات وبالتالي المبيعات. لقد كان لبنان السوق الوحيدة لإصدارات يوكي برس، فضلاً عن أننا غير منخرطين في المناهج المدرسية بشكلٍ كبير،. تجدر الإشارة إلى أن تحقيق الأرباح يستوجب تناول الكتب الأكاديمية والدينية وحتى الالكترونية التي تعدّ الأبرز في جذب القرّاء، وهذه كلها عوامل إضافية تقلّص من نسبة الأرباح وتجعل هذه المهنة أقل كسباً مما قد يعتقده البعض.

لا أنكر أننا نتلقى بعض الانتقاد حول أسعارنا المرتفعة، ويقوم بعض الأشخاص باختيار كتبٍ أخرى لكونها أدنى سعراً ما يؤثذر سلباً على مبيعاتنا بطبيعة الحال. وفي هذا الإطار، أعتقد أنه من المحزن أن اللبنانيين لا يزالون يغالطون بأن الكتب العربية ينبغي أن تكون خيصة. إن تصنيع وتوزيع كتبٍ عالية الجودة كالتي تنشرها يوكي برس يكلّف الكثير ومن غير الممكن تخفيض أسعارها إلا في حال توفر رعاية معينة للكتاب.

ما هي آخر إنجازاتكم؟

نشرت يوكي برس مؤخراً سلسلتها الطبية التي تتناول عدداً من الأمراض الآخذة في الارتفاع في عصرنا اليوم، كمرض السرطان والتوحّد والخرف. تهدف هذه السلسلة إلى توعية الأطفال حول بعض الأمراض أو الحالات الطبية التي قد تصيبهم أو تصيب أحد أصدقائهم أو أقاربهم، فتبدّد خوفهم من هذه الأمراض وتساعدهم على فهم المرض والسبل المثلى للتعاطي معه. تتناول السلسلة هذه المواضيع من خلال نصوص بالغة االحساسية تراعي عمر الطفل ونموه الذهني وترافقها صورٌ مبتكرةٌ وخلاقة.

لقد حاز كتاب «أنا وأبي والشوكولا» جائزة أفضل إخراج فني من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في العام 2010، كما نال كتاب «عندما مرضت صديقتي» الجائزة نفسها في العام 2011. أما كتاب «جدتي ستتذكرني دائماً» فهو يتنافس الآن مع أربعة كتب أخرى لنيل جائزة اتصالات لكتاب الطفل 2012، وتعد هذه الجائزة من أعرق الجوائز المتخصصة في مجال أدب الأطفال في الوطن العربي. 

اترك تعليقا