حدث في مثل هذا الشهر في ليبيا-الحراك الشعبي للإطاحة بمعمر القذافي في 17 شباط 2011

الاحتقانات الشعبية ما قبل الثورة الليبية
الحادثة الثانية سُجلت في نفس العام في العاصمة طرابلس، حين انتصر نادي الأهلي على النادي الاتحادي في إحدى مباريات كرة القدم، وكان وقتها ابن معمر القذافي حاضراً في المباراة، فلم تَرق له هتافات الجمهور ضد النادي الاتحادي الذي كان عضواً فيه، فأمر قوَّات الأمن بإطلاق النار على المُشجعين فأرديَ 20 مدنياً كانوا يَهتفون للنادي الأهلي.

أما الحادثة الثالثة فوقعت في بنغازي عام 2006، أثر أزمة الرسوم المسيئة بحق النبي محمد. حينها توجّه المئات يوم الجمعة 17 شباط نحوَ القنصلية الإيطالية محاولين اقتحامها، فاعترضتهم قوَّات الشرطة وما لبث أن تحول الاشتباك بين المُتظاهرين الغاضبين ورجال الشرطة إلى استخدام الرَّصاص، انتهى بمقتل 11 متظاهراً وسُقوط ما لا يَقل عن 35 جريحاً.

من مجزرة سجن أبو سليم إلى حادثتي قتل مشجعي كرة القدم ورسوم النبي في بنغازي مروراً بالعديد من أحداث التنكيل الأخرى، سجل التاريخ الليبي حكاية شعب ظُلم وقّمع من قبل ديكتاتور حكم فترة 42 سنة منذ 1969 ليكون بذلك صاحب أطول فترة حكم لليبيا، وأطول سنوات حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ....

اندلاع أحداث شباط 2011

في 14 شباط 2011 وبعد ثلاثة أيام على سقوط نظام الرئيس المصري، حسني مبارك، ظهرت دعوات على موقع التواصل الاجتماعي للخروج بمظاهرات سلمية في ذكرى أحداث مدينة بنغازي عام 2006 ضد نظام القذافي الذي كان قد أظهر تأييداً لمبارك، وللرئيس التونسي، زين العابدين بن علي. لكن ما لبث أن زاد الأمر سوءاً حينما ألقت السلطات الليبية القبضَ في بنغازي على المحامي فتحي تربل المُعارض لنظام القذافي والمسؤول عن قضية أهالي ضحايا مجزرة سجن أبو سليم أمام القضاء، بالإضافة إلى عدة ناشطين آخرين فكانت الشرارة الأولى للاحتجاجات الليبية... تحولّت المظاهرة التي انطلقت في 16 شباط عام 2011 في بنغازي، بمشاركة نحو 200 شخص ليبي إلى حراك شعبي كبير شمل معظم المناطق الليبية في «يوم الغضب الليبي» في محاولة لإسقاط النظام وكانت الأولى من نوعها في ليبيا، الذي لم يخلو من تعرض قوات الأمن الليبية للمتظاهرين وسقوط أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح برصاص قوات الأمن ومرتزقة تم جلبهم من قبل النظام واستخدام الأسلحة النارية الثقيلة والقصف الجوي لقمع المتظاهرين العزّل.

ثورة دامت 8 أشهر، كانت نهايتها انكفاء معارضي القذافي شرق البلاد حيث اتخذوا من مدينة بنغازي «عاصمة مؤقتة» لهم فقامت عدة دول بالاعتراف بهم كالممثلين الشرعيين للشعب الليبي قبل أن يشنوا في شهر آب هجوما على طرابلس وغيرها من المدن الساحلية بغية القضاء على حكم القذافي نهائياً. والجدير بالذكر أن الثورة ما كانت لتنتصر لولا التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا تحت ذريعة حماية المدنيين، الأمر الذي سهّل الإطاحة بنظام القذافي وأدى إلى فراره عن مقر قيادته الشهير باب العزيزية واعتراف الأمم المتحدة بليبيا تحت حكومة المجلس الوطني الانتقالي برئاسة المستشار مصطفى محمد عبد الجليل؛ وبحلول تشرين الأول سقطت آخر معاقل القذافي في بني وليد وسرت وقتل القذافي مع عدد من أبنائه في اليوم العشرين من الشهر نفسه 2011. 

اترك تعليقا