الإسكندر الكبير وحصار صور

الحقيقة:

إن السبب الرئيسي لحصار الإسكندر لصور يتمثّل في اختيار الصوريين تأييد الفرس ومصر في وجه الفاتح المقدوني. كانت صور في ذلك الزمن قاعدة بحرية ذات موقع استراتيجي في الحرب بين الفرس والإغريقيين واستكمالاً لمسار فتوحاته، كان لا بدّ للاسكندر من الاستيلاء على كافة المدن الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسّط. وبعد غزوه اليابسة، اتضّح للمقدوني أن الجزيرة كانت المدينة الفينيقية الوحيدة التي لم ترضخ له ونظراً لكون المدن الفينيقية الساعد الأقوى للأسطول البحري الفارسي، أدرك الاسكندر أنّه لا بدّ من غزو الجزيرة قبل التقدّم نحو مصر كي لا يتمكّن الفرس من مهاجمته فور إبحاره من الساحل.

تفيد إحدى الروايات بأنّ الاسكندر الكبير طلب إذن أبناء صور لدخول المدينة تحت ذريعة تقديم النذور للإله ملكرت، الذي كانت تتمّ مزاملته بالإله الإغريقي هرقل، لكنّ الصوريين جابهوه بالرفض القاطع طالبين إليه تقديم ذبائحه في الهيكل القائم على اليابسة، الأمر الذي أغضب الفاتح المقدوني ودفعه إلى الأمر بمحاصرة المدينة المحصّنة.

بدأ الاسكندر بالتحرك نحو الجزيرة القائمة في قلب البحر قبالة الشاطىء في عام 334 قبل الميلاد. وبفضل الظروف الطبيعية والجغرافية المؤاتية في تلك المنطقة، تمكنّ الاسكندر من بناء جسر طبيعي وصل اليابسة بالجزيرة بمساعدة مهنسين مقدونيين وملوك قبرصيين نذكر منهم نيتاغوراس، ملك مدينة سلاميس. بعد سبعة أشهر، وعلى الرغم من مقاومة الصوريين وإضرامهم النيران بأنفسهم ، عجزوا عن مجابهة المحاصرين الذين نجحوا بإخضاع الجزيرة واقتحامها بعد اختراق أحد أسوارها. 

اترك تعليقا