نزوح 73 ألف طالب من الرسمي إلى الخاص رغم الأزمة الماليّة وارتفاع كلفة التعليم الخاص
أدّت الأزمة الاقتصاديّة- الماليّة التي ظهرت في نهاية العام 2019 ولا تزال مستمرة إلى تبديل كبير في عاداتهم وسلوكياتهم الحياتيّة بغية الحدّ من الإنفاق بعد تدنّي قيمة الرواتب والأجور.
لكن اللافت إزاء ما تقدّم، زيادة الإقبال على التعلّم في المدارس الخاصة التي رفعت من قيمة أقساطها بشكل ملحوظ، بحيث بلغت تقريباً مستوياتها ما قبل الأزمة، في حين أنّ التعليم في المدارس الرسميّة شبه مجانيّ وأقلّ كلفة من الخاص. بعدما شهدت المدرسة الرسميّة إقبالاً في الأعوام الدراسيّة 2019-2020 و2020- 2021، عادت وتراجعت في الأعوام اللاحقة وانخفضت نسبة الإقبال إليها من 37.1% في العام 2020- 2021 إلى 29.3% في العام 2022- 2023، مسجّلة نزوح نحو 72,701 طالباً من التعليم الرسمي إلى التعليم الخاص.
وقد يعود ذلك بشكل رئيسي إلى اعتبار اللبنانيين، على الرغم من الأزمة الماليّة التي يعانون من تداعياتها، بأنّ التعليم هو الرأسمال الأساسي لأولادهم، ومع انعدام الثقة بالمدرسة الرسميّة شبه المجانيّة يندفعون إلى تحمّل الكلفة المرتفعة والعبء المالي كي يتعلّم أبناؤهم في المدارس الخاصة.
إلى ذلك، فقد سُجّل تراجع في أعداد الطلاب اللبنانيّين من 911,100 في العام 2019 إلى 898,487 في العام 2023 أي بنسبة 1.38%، وتنقسم الآراء حياله، فثمة من يعزو ذلك إلى فرضيّة التسرّب المدرسي نتيجة الأزمة الماليّة، الأمر غير الأكيد لتوفّر تعليم رسمي وحتى خاص شبه مجّاني، وهناك من يبرّر ذلك بتزايد أعداد المهاجرين من لبنان في السنوات الماضية، الفرضيّة الأكثر صوابيّة ربما.
جدول. تطوّر أعداد اللبنانيّين في المدارس الرسميّة والخاصة خلال الأعوام 2018- 2023.
اترك تعليقا