»نحن« و»هم« - قبعات رعاة البقر وعمائم المشايخ (5/5)
»قررت« القمة العربية في إنشاص (مصر) عام 1946 »فلسطين عربية، يتحتم على الدول العربية وشعوبها صيانة عروبتها، وانه ليس في إمكان هذه الدول أن توافق على أي هجرات جديدة إلى فلسطين ... «
واقع الأمر أن »إسرائيل« نجحت بجذب أكثر من 4 ملايين يهودي، منهم مليون (على الأقل) خلال العشر أعوام الماضية،أما أنظمتنا الملكية والثورية فقد »نجحت« في التسبب باغتراب الملايين من شعوبها.
واقع الأمر أن خط الحجاز شُيد وعمل في ظل العثمانيين، وعطّله الإنكليز ولم تنجح الأنظمة »الوحدوية« بإعادته، بل »نجحت« بالمزيد من تقطيع الأوصال.
واقع الأمر أننا سنصبح في العالم العربي نحو 500 مليون بعد عشرين عاماً دون تخطيط أو إعداد، بحيث يصبح (وعلى سبيل المثال) معدل الثروة المائية للفرد نحو 667 م3 بينما يبلغ المعدل العالمي 4700 م3
وهكذا أشبعنا خطابات عن »العدو الإسرائيلي«، فحملناه مسؤولية عجزنا وفسادنا. ولدى سقوط الأقنعة وتوقيع معاهدات السلام تراكضاً أو إنتظاراً، لم تجد هذه الأنظمة ما تختبئ وراءه. فجاء التطرف الديني يملئ فراغاً، ويطرح معضلة: إما الدين دولة وشرعاً، وإما الإصلاح على الطريقة الأميركية.
و»هناك« في الولايات المتحدة الأميركية نرى التطرف الديني أيضاً في خدمة »إسرائيل« والمصالح الخاصة، ويقف السياسيون عاجزون عن الإصلاحات الجذرية فيستمر الدعم لـ»إسرائيل«، وبيع الأسلحة والاستهلاك النهم طريقاً، بل عقيدة. هذه المصالح تتستر بالدين تماماً كما عندنا، لكن بطريقة أكثر تعقيداً.
وفي مقالة لـ »نيكولاس كريستوف« في النيويورك تايمز (17/7) يشير الكاتب الى نمو مبيع الكتب التي تعكس التطرف المسيحي في أميركا والعالم لحد وصل مبيع هذا النوع من الكتب عالمياً الى 60 مليون نسخة، ككتابي Left Behind و Glorious Appearing واللذين يتحدثا عن ظهور المسيح الذي »سيرمي غير المسيحيين في نار جهنم الأبدية« ويقول »علينا (الاميركيين) أن نخجل من هذه الظاهرة«.
وفي وقت شُيّعت فيه الأيدولوجيات، نرى العنف والتطرف إيدولوجية جديدة. هذه المرة مسيحية معسكرة وإسلام معسكر كلاهما يخدم مصالح معينة وينفيان الأمل بالحياة.
لقد آن أوان الإتجاه نحو فجر جديد في بلادنا وذلك بفصل الدين عن الدولة وبوحدات اقتصادية في دورة حياة مبدعة وحرة. كما آن الأوان للغرب أن يقود معركة محاربة انتشار الأمراض والفقر والتلوث فينسجم مع طروحاته وتبدأ عندها عمليات الإصلاح على المستوى العالمي.
وواقع الأمر أيضاً، أن عالمنا واحد وقيمنا واحدة عرب وغرب. هذا أو نبقى مخيرين - مسيرين بين قبعات رعاة البقر وعمائم المشايخ.
جواد نديم عدره
اترك تعليقا