غدًا سندخل المدينة-إبراهيم سلامة يتذكر
بالصدفة وقع أسير «مرض الاسم المطبوع، حين وصل يوما متأخراً عن موعد إمتحانات البكالوريا، جعله يعتنق مهنة الصحافة. وكانت أولى مقالاته في جريدة «التلغراف» وهكذا بدأت المسيرة، متنقلا بين العديد من الصحف والمجلات اللبنانية في الداخل والخارج من «حوادث» سليم اللوزي، مروراً «بصياد» سعيد فريحة، إلى «الأسبوع العربي» لصاحبها جورج أبو عضل، «فالصحافة» مع جان عبيد، إلى «المحرر» مع محسن إبراهيم وهشام أبو ظهر وغسان كنفاني، «المستقبل» في باريس مع نبيل خوري، وصولا «للدستور» مع علي بلوط، وغيرها. ومع ذلك استبقى هامشه الخاص الحي، مفضلاً الانحياز إلى ما يرغب في أن يراه هو في لعبة الصحافة.
تذكر سلامة علاقاته باليسارات العربية، فمشواره مع السياسة والأحزاب بدأ في سن الرابعة عشر في ثانوية الأشرفية الرسمية عام 1955 حيث كان رفاق صفه موزعين بين قوميين سوريين وشيوعيين، أما هو: «كنت مشدودا لصوت عبد الناصر». يتذكر الكاتب أحيانًا مواقف تنال من مصداقية المهنة في تلك الأثناء المتأرجحة، «بعد أيلول 1970 وغياب عبد الناصر فاجأني سليم لوزي رئيس تحرير مجلة «الحوادث» بإقتراح غلاف عنوانه «من مصطفى غربية إلى يهود فلسطين» أي دعوة للصلحة بين العرب وإسرائيل... عدت من مصر وإذا بي أفاجأ أن موضوعا عن ملكة جمال إسرائيل يحضر لنشره في وسط المجلة الملونة... قلت له بصراحة يا سليم هل هناك رئيس تحرير رابع للمجلة؟... رد من هم الثلاثة غيري وغيرك؟ قلت له الملك فيصل، الشيخ جابر الأحمد ولي العهد الكويتي وغولدا مائير، شاه إيران... إستنكر وهنا تفوه بجملة غير معتدلة: يعني إذا واحد تفاهم مع السي آي إيي مشكلة كبيرة عند العرب؟
ويتساءل أحيانا أخرى عن مقتل سليم اللوزي «هنا يتبادر إلى ذهني سؤالان متناقضان الأول ما علاقة صائب سلام بسليم اللوزي والسؤال
آثر سلامة تدوين الحدث، أو اللقاء، أو الحوار كما حصل وإن كلفه هذا الأمر إثارة علامات استفهام حتى يُخيّل إلينا أن هذه الميزة بالتحديد قد وفرّت للكاتب هامشًا واسعًا للتجرؤ أحيانًا على قول ما لا ينبغي أن يقال. لم يتردد عن ذكر إستياء جيهان زوجة أنور السادات من أم كلثوم التي إعتادت أن تحييه بحفلاتها بـ «أبو النور» وهكذا كانت «السهرة الشؤم» في شتاء 1971. كما أنه لم يتردد عن ذكر إستعارة «جيهان» عقداً من اللؤلؤ من السيدة سعاد الصباح حرم الشيخ الخليجي عبداللة المبارك وعدم رده الأمر الذي «أثر على العلاقات الدولية بين مصر والكويت».
في خاتمة كتابه طرح إبراهيم سلامة إشكاليته: «هل فشل الأسلوب الغربي في بلاد مثل مصر، سورية، لبنان وتونس؟» وجاء الجواب: «نعم كبيرة ومزدوجة. كبيرة لأن جميع هذه المحاولات فشلت على الرغم من التباين القائم بينها ومزدوجة لأن عنصرين أديا إلى إسقاطها الأول هو زحف العسكر الريفي إلى المدينة وثم إلى السلطة المطلقة والثاني أن الغرب الأميركي ساعد وشجع وأحيانا ركب هذه الإنقلابات العسكرية من أواخر الأربعينيات وحتى أواخر السبعينيات.
تذكر سلامة علاقاته باليسارات العربية، فمشواره مع السياسة والأحزاب بدأ في سن الرابعة عشر في ثانوية الأشرفية الرسمية عام 1955 حيث كان رفاق صفه موزعين بين قوميين سوريين وشيوعيين، أما هو: «كنت مشدودا لصوت عبد الناصر». يتذكر الكاتب أحيانًا مواقف تنال من مصداقية المهنة في تلك الأثناء المتأرجحة، «بعد أيلول 1970 وغياب عبد الناصر فاجأني سليم لوزي رئيس تحرير مجلة «الحوادث» بإقتراح غلاف عنوانه «من مصطفى غربية إلى يهود فلسطين» أي دعوة للصلحة بين العرب وإسرائيل... عدت من مصر وإذا بي أفاجأ أن موضوعا عن ملكة جمال إسرائيل يحضر لنشره في وسط المجلة الملونة... قلت له بصراحة يا سليم هل هناك رئيس تحرير رابع للمجلة؟... رد من هم الثلاثة غيري وغيرك؟ قلت له الملك فيصل، الشيخ جابر الأحمد ولي العهد الكويتي وغولدا مائير، شاه إيران... إستنكر وهنا تفوه بجملة غير معتدلة: يعني إذا واحد تفاهم مع السي آي إيي مشكلة كبيرة عند العرب؟
ويتساءل أحيانا أخرى عن مقتل سليم اللوزي «هنا يتبادر إلى ذهني سؤالان متناقضان الأول ما علاقة صائب سلام بسليم اللوزي والسؤال
آثر سلامة تدوين الحدث، أو اللقاء، أو الحوار كما حصل وإن كلفه هذا الأمر إثارة علامات استفهام حتى يُخيّل إلينا أن هذه الميزة بالتحديد قد وفرّت للكاتب هامشًا واسعًا للتجرؤ أحيانًا على قول ما لا ينبغي أن يقال. لم يتردد عن ذكر إستياء جيهان زوجة أنور السادات من أم كلثوم التي إعتادت أن تحييه بحفلاتها بـ «أبو النور» وهكذا كانت «السهرة الشؤم» في شتاء 1971. كما أنه لم يتردد عن ذكر إستعارة «جيهان» عقداً من اللؤلؤ من السيدة سعاد الصباح حرم الشيخ الخليجي عبداللة المبارك وعدم رده الأمر الذي «أثر على العلاقات الدولية بين مصر والكويت».
في خاتمة كتابه طرح إبراهيم سلامة إشكاليته: «هل فشل الأسلوب الغربي في بلاد مثل مصر، سورية، لبنان وتونس؟» وجاء الجواب: «نعم كبيرة ومزدوجة. كبيرة لأن جميع هذه المحاولات فشلت على الرغم من التباين القائم بينها ومزدوجة لأن عنصرين أديا إلى إسقاطها الأول هو زحف العسكر الريفي إلى المدينة وثم إلى السلطة المطلقة والثاني أن الغرب الأميركي ساعد وشجع وأحيانا ركب هذه الإنقلابات العسكرية من أواخر الأربعينيات وحتى أواخر السبعينيات.
اترك تعليقا