متى ينزل النواب إلى جلسة الانتخاب؟

وفيما يلي وقائع انتخابات رؤساء الجمهورية في لبنان التي تثبت أن النواب «يصدقون» على اسم من تم التوافق عليه بدليل الامور التالية:
-    انعدام المنافسة الفعلية
-    معرفة الفائز وهو المرشح الوحيد قبل جلسة الانتخاب (مع تفصيل صغير في جلسة انتخاب الرئيس سليمان فرنجية في العام 1970).
-    العدد الكبير من الأصوات (شبه إجماع) التي حصل عليها المرشح.

الانتخابات السابقة
وقد كانت الانتخابات الرئاسية الـ 12 التي جرت منذ الاستقلال وحتى العام 2008 على النحو التالي:
 -   الرئيس بشارة الخوري: وهو الرئيس الذي نال لبنان الاستقلال في عهده، وانتخب رئيساً بدعم من بريطانيا. ففي جلسة الانتخاب التي عقدت في 21 أيلول 1943 نال 44 صوتاً ووجدت 3 أوراق بيضاء وتغيب 8 نواب عن الجلسة هم انصار المرشح المنافس المفترض إميل اده (كان عدد النواب حينها 55 نائباً).

 -   الرئيس كميل شمعون: انتخب نتيجة توافق بريطاني – سوري (الرئيس أديب الشيشكلي) إذ اجتمع النواب في 23 أيلول 1952 وكرسوا الاتفاق ونال 74 صوتاً ووجدت ورقة بيضاء وأخرى باسم عبدالله الحاج وغاب نائب واحد (كان عدد النواب 77 نائباً)

 -   الرئيس فؤاد شهاب: انتخب نتيجة التوافق الأميركي - المصري، فنزل النواب إلى مجلس النواب في 31 تموز 1958 وانتخبوا قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية ونال 48 صوتاً، مقابل 7 أصوات لريمون اده وورقة بيضاء، وتغيب عشرة نواب من انصار الرئيس كميل شمعون (كان عدد النواب 66 نائباً).

 -   الرئيس شارل الحلو: انتخب أيضا نتيجة التوافق الأميركي - المصري، ولاستكمال أعمال «إخراج المسرحية» توجه النواب إلى مجلس النواب في 18 آب 1964 وانتخبوا شارل الحلو رئيساً بأكثرية 92 صوتاً ونال بيار الجميل 5 أصوات، ووجدت ورقتان بيضاوان (كان عدد النواب 99 نائباً).

 -   الرئيس سليمان فرنجية: كانت منافسة شديدة بين كل من المرشحين سليمان فرنجية والياس سركيس ولم تكن نتيجة المعركة معروفة سلفاً ودخل قاعة مجلس النواب انصار كل من الفريقين معتبراً النصر سيكون حليفه مع أرجحية للمرشح الياس سركيس، وجرت الانتخابات في 17 آب 1970 وفي الجولة الثانية فاز فرنجية بـ 50 صوتاً مقابل 49 لسركيس، ويعتبر البعض أن التبدل في الموقف المصري الذي كان داعماً لمرشح الشهابية الياس سركيس لم يكن وليد اللحظة بل يعود إلى العام 1969 عندما أوقعت المخابرات اللبنانية بالمخابرات السوفياتية حليفة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، عندما جندت الضابط الطيار محمود مطر للهروب بطائرة ميراج لبنانية إلى روسيا.

 -   الرئيس الياس سركيس: فاز نتيجة حصوله على دعم وتأييد الحكم في سورية الذي بسط نفوذه على مناطق واسعة من لبنان في مواجهة منظمة التحرير الفلسطينية. وفي جلسة الانتخابات التي  عقدت في 8 أيار 1976 فاز سركيس في الدورة الثانية وحصل على 66 صوتاً ووجدت 3 أوراق بيضاء.

-    الرئيس بشير الجميل: فاز نتيجة حصوله على دعم إسرائيل التي اجتاحت لبنان في حزيران 1982. وفي جلسة الانتخابات التي عقدت في 23 آب 1982 فاز الجميل في الدورة الثانية ونال 57 صوتاً ووجدت 5 أوراق بيضاء.

-    الرئيس أمين الجميل: فاز نتيجة حصوله على دعم إسرائيل بعد اغتيال شقيقه الرئيس بشير الجميل وفي جلسة الانتخاب التي جرت في 21 أيلول 1982 فاز الجميل ونال 77 صوتاً ووجدت 3 أوراق بيضاء.

-    الرئيس رينه معوض: انتخب نتيجة التوافق السعودي - السوري - الإيراني الذي انتج  اتفاق الطائف. وتوجه النواب إلى مطار القليعات العسكري في شمال لبنان في 5 تشرين الثاني 1989 وفاز رينه معوض في الدورة الثانية بعدما نال 52 صوتاً ووجدت 6 أوراق بيضاء.

-    الرئيس الياس الهراوي: انتخب نتيجة الرغبة والإرادة السورية، وتوجه النواب إلى فندق بارك أوتيل شتورة في 24 تشرين الثاني 1989 وانتخبوا الهراوي رئيساً في الدورة الثانية حيث نال 47 صوتاً.

-    الرئيس العماد إميل لحود: انتخب نتيجة الرغبة السورية وتوجه النواب في 15 تشرين الأول 1998 إلى مجلس النواب وانتخبوا قائد الجيش العماد إميل لحود رئيساً بـ 118 صوتاً هم النواب الحاضرين بغياب 10 نواب من كتلة النائب وليد جنبلاط (وكان سبق ذلك تعديل المادة 49 من الدستور).
-    الرئيس العماد ميشال سليمان: انتخب نتيجة توافق سوري - سعودي - قطري - إيراني - مصري، حصل في اجتماعات العاصمة القطرية الدوحة، وتوجه النواب إلى مجلس النواب يوم الأحد في 25 أيار 2008 وانتخبوا قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بـ 118 صوتاً.

فرصة تجنب الفراغ مستقبلاً
قد ينتظر اللبنانيون طويلاً قبل أن يبصر رئيس جمهوريتهم النور، لان القرار ليس بيدهم (لا ينتخب الرئيس من الشعب) وليس بيد النواب (الذين ينتظرون التوافق الإقليمي والدولي على الرئيس فيذهبون إلى جلسة الانتخابات وهم على «هداية»).

وفي سبيل تفادي الشغور مستقبلاً يمكن اعتماد بعض التعديلات الأساسية والتي تحتاج إلى توافق كبير ومنها:
-    انتخاب الرئيس من الشعب مباشرة شرط أن يتم حصر الترشيح بأبناء الطائفة المارونية كون هذا المنصب من حصة الطائفة المارونية ويمكن ان تسبق ذلك دورة اولى يختار فيها الناخبون الموارنة 3 مرشحين يختار اللبنانيون واحداً منهم رئيساً. 

 -   أن يقدم المرشح لرئاسة الجمهورية ترشيحاً رسمياً مرفقاً بالمستندات والوثائق الى مجلس النواب إذ يفوز بالرئاسة من هو غير مرشح.

 -   اعتبار مجلس النواب بحكم المنحل في حال عجزه طيلة 6 اشهر بعد شغور الرئاسة عن انتخاب الرئيس لتكون هذه العقوبة بمثابة حث للنواب للقيام بدورهم ومهمتهم وعدم الاستسلام وانتظار الوحي الخارجي.  

اترك تعليقا