جمعية “هابيتات فور هيومانيتي”
كانت الفكرة الأساس أن تنبثق لجنة محلية عن كل ثلاث أو أربع قرى تكون على معرفة جيدة بالعائلات الاكثر حاجة وأن تحرص على سداد هذه العائلات القرض السكني الذي تمنحها إياه الجمعية بالتعاون مع “حلقة التنمية الحوار”، خلال فترة ثلاث سنوات، بغية تمكين عائلات وبلدات أخرى من الاستفادة من برامج الجمعية.
كانت الانطلاقة من قرى شرقي صيدا حيث أسهم برنامج إعادة إعمار المنازل وترميمها في عودة المسيحيين المهجرين إلى قراهم وبيوتهم.
ومن ثم انتقل العمل إلى مختلف المناطق اللبنانية وببرامج متنوعة ليشمل لغاية اليوم 798 بلدة و5499 عائلة بمبلغ يقارب 8,326,000 دولار أميركي.
الإنجازات
في العام 2006، إبان العدوان الاسرائيلي على لبنان أو ما يعرف ب “عدوان تموز”، كانت “هابيتات فور هيومانيتي” من بين أربع جمعيات اختيرت لوضع آلية عمل لما يمكن أن يقام به بعد توقف العدوان. وبالفعل بعد توقف العدوان بيوم واحد قامت الجمعيات الأربع بزياة إلى الجنوب وتم وضع ورقة عمل رُفعت إلى رئاسة مجلس الوزراء وتبنّتها الدول المانحة كخطّة عمل.
عملت الجمعية في عد قرى وبلدات جنوبية ضمن برنامج “Core Home” أو البنية الأساسية للمنزل، واشتمل البرنامج على تقديم الدعم المادي لبناء أو ترميم غرفة ومطبخ وحمام لكل وحدة سكنية دمرت جزئيا أو كليا، كما زودت الجمعية كل وحدة سكنية ملفا متكاملا يحتوي على الخرائط المعمارية والانشائية لكل منزل بحسب موقع البناء الاساسي وكميات المواد اللازمة موقعة من المهندسين أصحاب الاختصاص، مما يمكنهم من إضافة غرف أو بناء طوابق أخرى اذا ما رغبوا بذلك، وقد استفادت 1663 عائلة من المساعدة. أما في الضاحية الجنوبية لبيروت، فقد قامت الجمعية بمعالجة النش لـ 12 بناية متضررة لمنع تسرب المياه إلى داخلها.
في أواخر العام 2008، انصرفت الجمعية إلى التفكير في السبل الممكنة للوصول إلى العائلات المحرومة والأكثر فقرًا فطرحت برنامج “The Orphans and Vulnerable Group Programs” الذي يستهدف العائلات التي تحيا في فقرٍ مدقع أو من ذوي الاحتياجات الخاصة او المهمشة (اولاد ايتام الاب او الام) وتقيم عند اقارب لها فكانت الفكرة أن يصار الى تصليح، ترميم أو توسيع المنزل الذي تقيم فيه هذه العائلات وبدأ التعاون مع جمعية قرى الاطفال SOS حيث عمدت الجمعيتان على تمويل العمل على أن تقوم العائلة المستفيدة برد ثلث المبلغ المدفوع خلال سنتين كحد أقصى وقد استفاد من هذا البرنامج لتاريخه 177 عائلة في 86 بلدة. ثم توسع البرنامج حيث جرت الشراكة مع جمعيات عديدة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، نظّمت الجمعية دورات عدّة للعائلات المستفيدة اعلاه تناولت الادّخار وإدارة الدين وغيرها من الموضوعات التي اسهمت في معرفة افضل لهذه العائلات في فهم أفضل لإدارة شؤونهم المالية والحياتية وقد بلغ عدد المتدربين 531 شخصًا.
أما برنامج القرض السكني Housing Micro Finance، فقد أطلقته الجمعية بالتعاون مع “الجمعية اللبنانية للتنمية - المجموعة” بغية مساعدة الأشخاص الذين ليس لديهم امكانية الحصول على قرض مصرفي لاتمام بناء بيوتهم أو ترميمها. استفاد من هذا البرنامج ما يقارب 2619 عائلة في 644 بلدة لبنانية ويحقّ للمقترض اذا ما سدد القرض أن يحصل على قرض أكبر حجمًا في المستقبل.
المشاريع المستقبلية
بعد موجة النزوح السوري منذ 3 سنوات وما رافقها من تردٍّ في الأوضاع الاقتصادية انعكس تدهورا ايضا في المخيمات الفلسطينية حيث ازداد عدد المقيمين وتراجع النشاط الاقتصادي. وضعت جمعية “هابيتات فور هيومانيتي” برنامجًا جديدًا يستهدف العائلات الفلسطينية التي تعاني من سوء المسكن بحيث يتم ترميم او صيانة المنزل. مدة هذا البرنامج تمتد لفترة سنتين على أن يستفيد في السنة الأولى 120 عائلة تتوزع بين كافة المخيمات والتجمعات في لبنان وقد بدأ العمل في مخيمي البرج وشاتيلا ومخيمات صور وعين الحلوة. والجدير بالذكر أنّه لا يتوجّب على العائلة المستفيدة سداد أي مبلغ في المقابل. خلال السنة القادمة، سوف يستمر العمل بحيث ستساعد الجمعية 15 عائلة شهريًا بالحصول على منزل صحي وآمن.
تأمل الجمعية أيضًا بان تأخذ دورا لردّ الغبن عن المستأجرين القدامى والجدد الذين يجهلون حقوقهم القانونية. كما أنّها تسعى على تشجيع استخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه للمنازل. وتتطلع إلى توسيع دائرة نشاطها إلى مناطق جديدة كي تصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المحتاجين.
التحديات
أفاد القيّمون على الجمعية بأن اكبر العوائق التي تواجهها حاليا هو تحقيق اكتفاء مالي ذاتي من خلال زيادة موارد الجمعية المحلية لتتمكن من التوسع في برامجها. حيث ان المؤسسات المانحة العالمية في السنوات الثلاث السابقة حولت معظم اهتمامها ودعمها الى قطاعات اخرى كالتعليم والصحة وحقوق المرأة.
اترك تعليقا