كيف تفكر القاعدة (4) - كيفية إعداد الجهاديين في مواجهة الدول العربية والإسلامية
"إن إعداد الجهاديين مسألة مهمة وأساسية في فكر وخطط القاعدة لأن هؤلاء هم أساس العمل الميداني بمواجهة الأنظمة لاسيما الأنظمة العربية والإسلامية وصولاً إلى تحرير القدس وسائر المناطق التي حكمها المسلمون في القرون الماضية." وفيما يلي تصوّر القاعدة حول هذ المسألة، على أن ننشر في أعداد لاحقة المزيد من أفكار ومواقف القاعدة التي نوردها كما وردتنا من بعض المصادر المطّلعة.
“إن حرارة الأحداث هي أفضل بيئة للتربية كذلك تدفع لنا كل يوم أفواج الشباب ليلتحقوا بقوافل الجهاد، وها نحن نرى بلاداً في آسيا كماليزيا وأندونيسيا وكبلدان الاتحاد السوفيتي السابق، وقل مثل ذلك عن مدن كالفلوجة وغيرها، يخرج من تلك المواقع كل يوم أنصار للجهاد، هم من جانب لا يعرفون هيئة كبار العلماء ولا تلك الأوضاع التي شكلت انحراف الشباب الملتزم في بعض أقطار العالم العربي، وهم كالصفحة البيضاء تدفعهم الفطرة والعاطفة الصادقة لنصرة الدين، نعم قد يكون لذلك أثر سلبي كعدم الانضباط الشرعي، لكن هذا هو دورنا أن نملأ هذا الفراغ، فهذا الشباب لن يترك الجهاد بفضل الله، فقد وجد فيه فطرته البشرية، وسيتلقى التوجيه من أي قدوة ونموذج حي للجهاد، ومن نعم الله علينا أن القدوات المعاصرة المتمثلة في القيادة العليا للجهاد و من حولها من القيادات منضبطون علمياً، وحولهم لجان علمية وشرعية على اعلى مستوى، فما علينا إلا أن نوصل توجهاتنا الى هذا الشباب، على أن يتم إعداد منهج علمي وتربوي للارتقاء بهم أثناء الحركة والقتال، لعل الله أن يخرج لنا من بينهم قادة هداة فاتحين بفضله ومنته.
مع الملاحظة أن بعض هذه الأماكن كأندونيسيا وماليزيا وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق لها جذور حركات إسلامية ومرجعيات علمية إلا أن هذه المرجعيات -خاصة الملخصة منها- تتطلع منذ زمن إلى العالم العربي مهد الإسلام منتظرة قيادات علمية جهادية تتبعها، والشباب بفطرته النقية هناك يتوق إلى عبق تأريخ الإسلام العظيم، فقط ينتظر من يوجهه ويحدد له حركته وبمن من الأعداء يبدأ.
يراجع في مسألة التربية:
-
كتاب (سبيل الدعوة الإسلامية) وكتاب (من هدي سورة الأنفال) وهما للشيخ العلامة محمد أمين المصري رحمه الله.
-
كتاب (الظلال) تفسير آيات الإبلاء وآيات الغزوات خاصة الأحزاب.
-
كتب وشرائط الشيخ عبد الله عزام رحمه الله بصفة عامة.
لقد تعمدت تكرار خطة العمل في هذا المبحث الذي قبله أكثر من مرة، وذكرت ملامح لها من أكثر من جانب وذلك حتى يكون لدى قارئ هذه الدراسة تصور واضح للعمل القائم وأهدافه، وأحب أن أنبه أن ذكر ملامح الخطة من أكثر من جانب قد يوهم القارئ سريع القراءة أن الخطة غير واضحة، ولذلك لن يتمكن من استيعابها من القراءة السريعة، لذلك على القارئ أن يقرأ بتركيز ويتأنى ويتنبه إلى اختلاف تفاصيل العمل في مناطق مجموعة الدول الرئيسية عن تفاصيل العمل في مناطق باقي الدول، وان مناطق الدول الرئيسية تعمل بخطة مقسمة إلى مرحلتين تنقلهم لمرحلة التمكين، وخطوات المرحلة الأولى مختلفة أحياناً عن خطوات المرحلة الثانية ومتشابهة أحياناً أخرى، بينما مناطق باقي الدول تعمل على نظام مرحلة واحدة في الغالب حتى يأتيها الفتح والتمكين من خارجها -بإذن الله- إلا أنه لا شك أن خطوات عملهم تتأثر بالتطورات في مناطق الدول الرئيسية.
إننا مهما أتقنا هذه القواعد ومهما أتقنا عملياتنا وحصدنا نتائجها، فيجب ألا يصيبنا العجب أو الغرور يوماً، فما نحن فيه من فضل فمن الله وحده، ومن تأمل حقيقة حالنا لعلم ما نحن فيه من ضعف وأنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، فما علينا إلا أن نسدد ونقارب ونأخذ الأسباب المستطاعة ونتوكل في كل ذلك على الله وحده فهو مولانا ولا مولى لنا غيره، والذي لو وكلنا إلى أنفسنا طرفة لهلكنا، حتى أني عندما كنت أسمع خبر بعض العمليات كنت أتحسب بقدر ما أقصى أهداف من اتخذ قرار العملية الا أني كنت أفاجأ بعد ذلك أن نتائج العملية بفضل الله فاقت كل التوقعات وأكبر مما كانت تتخيله المجموعة المنفذة أو المخططة لها، فالحمد لله أولاً وآخراً الذي وفق رجال التوحيد والجهاد في عملهم لنصرة دينه وانجح هذه الأعمال وبارك في نتائجها، وأنبه أني أحياناً أسمع أو أقرأ لبعض الشباب عبارات أو مواضيع فيها شيء من العجب بالأعمال أو الكبر وذلك محمود إذا كان من باب العزة على الكفار أو أهل الإرجاف (الكذب) أما لو كان غروراً أو عجباً أو كبراً محضاً فأعيذ شبابنا أن يقع في هذا.
طريقنا طويل وشاق وما زال فيه الكثير والكثير من العمل والتضحيات ويحتاج لقدر كبير من العطاء والبذل، ولنتذكر بذل وعطاء الصحابة رضوان الله عليهم وكيف أنهم بعد هزيمة أحد وكانوا مازالوا يدفنون شهداءهم ومازالت الدماء على ثيابهم قد استنفرهم الرسول صلى الله عليه وسلم لملاحقة القوم في حمراء الأسد فما قال أحد منهم دعنا نرجع لبيوتنا نبدل ملابسنا ونهيئ حالنا، فما وهنوا لما أصابهم وما ضعفوا ولا استكانوا وإنما نفير وراء نفير وبذل وراء بذل وهمم طالت قمم الجبال حتى نالوا ما أرادوا من الدنيا والآخرة، ونزل فيهم قول الله تعالى وقتها: “الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح (الموت والمصيبة) للذين أحسنوا منهم واتقوا اجرٌ عظيمٌ”.
ووالله لكأني أرى المجاهدين يمكن لهم في بلاد المغرب - خاصة في الجزائر- فإذا مَنّ الله عليهم بذلك في صباح ذلك اليوم القادم -بأذن الله- فلا وقت للراحة فلا يصلين أحدهم العصر إلا في تونس على حدود ليبيا وليبدأوا في صباح اليوم التالي في التأهب لفتح ليبيا ومصر، والعدو يعرف دفعة أعمالنا جيداً، حتى أن وزير خارجية تونس قال للصحفيين عام 93: (لا يغركم ما عليه هدوء الأوضاع والسيطرة عليها في تونس فإذا حدث تغير في الجزائر أو مصر فسيحدث تغير في تونس بعد ربع ساعة).
ووالله لكأني أرى المجاهدين يفتح لهم في جزيرة العرب فإذا مَنّ الله عليهم بذلك في ذلك اليوم القادم -بأذن الله- فعليهم التأهب مباشرة للانطلاق لفتح الدويلات التي تحكمها هذه الأنظمة الحقيرة في الأردن والخليج، وبإذن الله بخروج أمريكا من العراق سيسقط ما تبقى من هالتها الكاذبة وسيسقط كل الأنظمة التي تدعمها وسينقض الشرفاء في هذه الدول يأخذون حقوق الأمة التي سلبتها هذه الأنظمة العميلة، وستفتح شعوب هذه الدول ذراعها للفاتحين بفضل الله ومنته، فما كان ليضيع بذل الباذلين وإنما هو الصبر اليقين.”
“وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون”.
“وأن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط”.
اترك تعليقا