كن هادي
التأسيس
تأسست «كن هادي» كجمعية غيرحكومية لا تبتغي الربح بموجب العلم والخبر رقم 495 في 11 تشرين الأول 2006 ويقيناً منها بأن عمليات تأهيل وتحسين الطرقات والتطبيق الصارم للقوانين مسؤولية تتحمّلها الدولة والجهات الرسمية المختصة بالدرجة الأولى ولا يمكن لجمعية ناشئة أن تضطلع بهذا الدور بمفردها، اختارت «كن هادي» أن تحصر نشاطها في مجال التوعية حول السلامة المرورية وتوفير الإرشادات اللازمة ضمن الإمكانات المتوفرة لحماية الشباب علماً أن مهامها تخطّت إطار التوعية اليوم لتشمل خطوات ومبادرات أخرى لسدّ الثغرات على الطرقات وتخفيض نسبة الأخطار والحوادث.
أبرز أسباب حوادث السير في لبنان
تشكّل حوادث السير السبب الأول في قتل الشباب بين 15 و29 عاماً في لبنان والسبب الثاني في العالم. بالإضافة إلى ما تحصده من أرواح، يترتّب على هذه الحوادث إعاقات دائمة في بعض الأحيان وخسائر اقتصادية فادحة. لكن تستحيل إمكانية الحدّ من هذه الخسائر المادية والبشرية ما لم ندرك المسبّبات الأساسية لحوادث السير. تشير السيدة لينا جبران وهي أحد الأعضاء المؤسسين في «كن هادي» إلى أكثر من 85% من الحوادث تقع نتيجة القيادة المتهوّرة وتندرج أسباب حوادث السير حسب «كن هادي» وفق الترتيب التالي:
-
تجاوز السرعة القصوى
-
القيادة تحت تأثير الكحول
-
عدم ارتداء الخوذة
-
النعاس أو التعب خلال القيادة
-
عدم وضع حزام الأمان
-
عدم التركيز على القيادة والانشغال باستعمال الهاتف أو وضع الماكياج أو قراءة الصحف...
تفيد السيدة جبران أن تأهيل الطرقات لا يعدّ من أولويات الحكومة في بلدٍ مثقلٍ بالنزاعات السياسية والطائفية كلبنان، لذلك لا بدّ من التعويل على حكمة السائق وحذره لتقليص نسبة الحوادث، وبالرغم من أنها لا تعفي السلطات المعنية من مسؤوليتها إلا أنها تؤمن أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق السائق لأنّ القيادة السليمة تؤمن الحماية للسائق وإن كانت الطرقات وعرة وغير مؤهلة. وتضيف السيدة جبران: « إن القيادة المتهوّرة على طرقات لبنان بالذات هي أشبه بالانتحار فطرقاته لا تجوز حتى مقارنتها مع الطرقات المتحضرة في أوروبا وبعض الدول العربية.»
النشاطات
كونها جمعية تتوجّه للشباب بالدرجة الأولى، تحرص «كن هادي» على ايجاد طرقٍ جديدة وخلّاقة لإيصال رسالتها. لهذه الغاية، تقوم الجمعية بتنظيم جلسات ومحاضرات للتوعية والتفاعل مع الطلاب والشباب في كافة المدارس والجامعات في لبنان وتعمد إلى توزيع النشرات الإعلانية والبطاقات المعطّرة المرتبطة بالسلامة المرورية في كافة المحاضرات والمناسبات (عيد الأم، عيد العشاق، رأس السنة..). بالإضافة إلى ذلك، تروّج «كن هادي» رسالتها من خلال حملتين سنويتين يتمّ إطلاقهما على الطرقات من خلال اللوحات الإعلانية، وشاشات LED، والسكرولرز، وعلى الإذاعات وشاشات التلفزيون وكافة وسائل التواصل الإجتناعي.
لا تقتصر نشاطات «كن هادي» على حملات التوعية، بل تتخطاها لتشمل وضع اللافتات وعاكسات الضوء وعيون القطط على كافة الطرقات المظلمة، وذلك بغية التحذير من المنعطفات غير المرئية. كما أنها بادرت إلى إنشاء ممرات آمنة لتلاميذ المدارس للحفاظ على سلامتهم، فضلاً عن توزيعها 1200 خوذة لموظفي توصيل الطعام و850 خوذة لدراجي قوى الأمن الداخلي. تسعى «كن هادي» اليوم إلى إنشاء مركز لدعم ضحايا الطرق والمساعدة على إعادة دمجهم في المحيط الاجتماعي والمهني، وهو مشروع سيتم تمويله من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية.
تشكّل «كن هادي» قوّة ضغط تدفع باتجاه سنّ وإقرار وتطبيق القوانين الهادفة إلى ترويج رسالتها وتحقيق السلامة المرورية. في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أنّ تركيب رادارات السرعة على طرقات لبنان في العام 2011 تحقّق بفضل دراسة تقنية مفصّلة قدّمتها الجمعية للجهات المعنية فأفلحت في إقناعهم بفعالية هذه الأجهزة وبضرورة وضع الدراسة حيّز التنفيذ. تشير السيدة جبران إلى أنّ الحوادث انخفضت بنسبة 37% والإصابات بنسبة 40% بعد شهرين فقط من تركيب الرادارات.
التمويل
شأنها شأن كافة الجمعيات غير الحكومية، تنظّم «كن هادي» نشاطات لجمع التبرعات وتأمين التمويل اللازم لتسيير أعمالها وحملاتها. تعود كل عائدات حفلات العشاء وغيرها من النشاطات مثل «تاكسي نايتس» لتركيب العلامات العاكسة للضوء وإشارات السلامة. أما المنح التي يساهم في تقديمها بعض داعمي الجمعية كالوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والسفارة البولندية والاتحاد الدولي للسيارات على سبيل المثال لا الحصر فهي تكون بناءً على اقتراح أو مشروع معيّن. مهما كانت متواضعة، ترحّب «كن هادي» بكافة التبرعات التي تخدم تحقيقها لأهدافها سواء من أفراد أو شركات ومؤسسات.
آخر الأخبار
على مرّ السنوات، نجحت «كن هادي» ببناء سجلّ ناجح وإثبات مصداقيتها، الأمر الذي أكسبها شهادة ISO 9001 لحسن إدارتها لنظام الجودة. مؤخراً، انضم بطل الفورمولا 3 اللبناني الأسباني نويل جمّال إلى عائلة «كن هادي» كسفير لتعزيز مبدأ سلامة القيادة تحت شعار: «نتسابق على الحلبة، لكن نقود على الطرقات»، كما أنّ الجمعية قامت مؤخراً بإطلاق حملة للتوعية حول خطورة استخدام الخليوي عند القيادة تحت عنوان: «بالسيارة كلفة المكالمة غالية» وذلك برعاية وزارة الاتصالات.
اترك تعليقا