الصيّاد والقنديل
“أشرقت الشمس، راح العم أبو عفيف إلى الشاطئ يحمل شبكة ملونة. العم أبو عفيف عنده زورق أزرق. رطب الزورق الازرق وبدأ مشواره في البحر. رمى الصيّاد الشبكة في الماء وانتظر.
انتظر وانتظر وانتظر...وهو يريد سمكاً ليبيعه في السوق. سحب الشبكة..وجد فيها حجراً.
رمى الصياد الشبكة في الماء مرةً ثانية وانتظر.
انتظر وانتظر وانتظر...ثم سحب الشبكة..وجد قنينة فيها. رمى الصيّاد الشبكة في الماء مرةً ثالثة وانتظر.
انتظر وانتظر...ثم سحب الشبكة، وجد حذاءً فيها. غربت الشمس، فعاد الصيّاد إلى البيت. وقال: “سأعود غداً لاصطاد السمك” ”.
القنديل مغرور
كان القنديل “مغرور” الذي يعيش في عمق البحر يظل طوال النهار ينظر إلى نفسه في المرآة. وإن مرت بجنبه نجمة البحر قال “لا..لا..أنا أجمل من نجمة البحر”، وإن مرت السمكة الذهبية قال “لا..لا..أنا أجمل من السمكة الذهبية”، وإن مرّ الأخطبوط قال “لا..لا..أن أجمل من الأخطبوط”. وفي يوم من الأيام سبح القنديل الذي يظن نفسه أجمل قنديل في أعماق البحر وعلى الشاطئ ووصل قرب الشاطئ، فصرخ الأطفال وهربوا منه عندما رأوه، فغضب ونزل وظل يفكر لماذا هرب منه الأولاد، فمرة وضع صدفة فوق رأسه ظناً منه أن الأولاد هربوا لأن رأسه كبير، ومرة لف نفسه بالأعشاب حتى يغطي جسمه الشفاف، ولكن محاولاته باءت بالفشل واستمر الأولاد بالهرب منه. فغضب ورمى مرآته وسبح إلى الأعماق وجلس حزيناً، فتجمعت حوله حيوانات البحر: الأخطبوط والدلفين ونجمة البحر وفرس البحر والسمكة الذهبية التي قالت له: “اتفقنا أنك أجمل حيوان في البحر”، ففرح وذهب يفتش عن مرآته.
“يعيش القنديل “مغرور” عميقاً عميقاً في البحر. القنديل “مغرور” يحمل دائماً مرآة لمّاعة. ينظر “مغرور” في المرآة كل الوقت. من شروق الشمس حتى غروب الشمس.
ينظر وينظر في المرآة.
مرّت نجمة البحر بجانب “مغرور”.
نظر إليها وقال: “لا، لا .. أنا أجمل من نجمة البحر” ”.
تعرّف هاتين القصتين الأطفال على البحر الأزرق وحيوانات البحر، وتعلمهم قصة الصياد المثابرة والصبر، وقصة القنديل تعلمهم ضرورة التواضع والابتعاد عن الغرور.
* من محور البحر من سلسلة خطوة خطوة، تأليف هنادي ديّة ومنا شمة، ورسوم دانية الخطيب.
اترك تعليقا