آخر الأخبار

​نبيل زنتوت-مدير عام شركة .IBC S.A.L
ولكل طرح من هذه الطروحات سلبيات وايجابيات واثار بيئية ومالية يجب اخذها بالحسابات قبل الاقدام على اي منها. في هذا "الصراع" بين الطروحات المختلفة. كانت اصوات خافتة وخجولة تدعو إلى الاقتضاء بتجربة مدينة صيدا في معالجة النفايات كونها تجربة ناجحة وغير مكلفة مالياً او بيئياً.

حول هذه التجربة التقت الشهرية السيد نبيل زنتوت المدير العام لشركة .IBC S.A.L التي تملك وتشغل معمل معالجة النفايات في صيدا ومنطقة الزهراني.

من يملك الشركة؟
تضم الشركة عدداً من المستثمرين اللبنانيين والسعوديين وهي شركة لبنانية ليس لديها أي فرع آخر سواء في لبنان او خارجه.

متى تم انشاء معمل معالجة النفايات في صيدا؟
بدأت فكرة انشاء المعمل منذ العام 2002 بعد بدء تكوّن ما عرف "بجبل النفايات في صيدا" لذا تم تأسيس شركة .IBC S.A.L  في العام 2004 بهدف إنشاء معمل لفرز ومعالجة النفايات في صيدا وقرى الزهراني. وبدأ العمل في انشاء المعمل في العام 2005، على قطعة ارض مساحتها نحو 38 الف م2 قدمتها البلدية واصبحت ملك الشركة مع بدء تشغيل المعمل. وهي لا ولن تستعمل إلا لهذه الغاية ولا يمكن استعمالها لغايات اخرى كالسياحة مثلاً. ولكن تشغيل المعمل لم يحصل إلا في نهاية العام 2012 في حين كان من المقرر ان يبدأ التشغيل في نهاية العام 2007 وسبب التأخير الذي دام نحو 5 سنوات هو التأخر في إنجاز العقد مع البلدية واتحاد بلديات الزهراني وبلغت قيمة الأشغال نحو 45 مليون دولار أميركي .

تحدثت عن تأخير توقيع العقد مع بلدية صيدا واتحاد بلديات الزهراني ماهو السبب في ذلك؟
تم في العام 2002 توقيع عقد مع بلدية صيدا واتحاد بلديات الزهراني، وينص في بنده الاساسي على فرز ومعالجة النفايات في مدينة صيدا و15 بلدية في منطقة الزهراني وهي (بقسطا - الصالحية - مجدليون - عبرا - البرامية - الهلالية - عين الدلب - حارة صيدا - القرية - المية ومية - درب السيم - عنقون - مغدوشة - الغازية - طنيوريت بالإضافة إلى مخيم عين الحلوة الذي يقع في النطاق العقاري لعدد من هذه القرى والبلدات). ويقطن في نطاق هذه المناطق نحو 300 الف - 350 الف نسمة ويقدر حجم نفاياتها بنحو 200 - 250 طن يومياً.

وينص البند الاساسي على قيام الشركة بفرز ومعالجة 200 طن من النفايات يومياً بشكل مجاني لمدة 20 سنة وكل طن يزيد عن هذه الكمية يتقاضى المعمل عنه مبلغ 44 دولار اميركي.

وقد اخذت الجدوى الاقتصادية بالحسابات أنه يمكن تحقيق ارباح وتشغيل المعمل من خلال بيع السماد العضوي الذي سينتجه، وكذلك بيع المواد الصالحة للتدوير. وأثناء إنشاء المعمل وبعدما قطعت الاعمال المنجزة نحو 65% من الاشغال الاجمالية. تبين أن دراسة الجدوى كانت غير صحيحة وغير واقعية اذ لا يمكن تشغيل المعمل وتأمين الموارد المالية من خلال بيع الاسمدة والمواد القابلة للتدوير نظراً لقلة هذه المداخيل وبالتالي فإن هذا الامر سيوقع الشركة في الخسارة.

في العام 2007 عرضنا الأمر على البلدية في صيدا وعلى نواب المدينة، وبينا خطأ دراسة الجدوى وعرضنا التوقف  وكنا قد انفقنا نحو 25 مليون دولار على أن تكون كافة المنشآت بتصرف البلدية لاستكمال المشروع وهناك من طرح إمكانية تعديل العقد بما يحقق مصلحة الطرفين وهذا ما حصل واستغرق وقتاً نتيجة التبدل الذي حصل في الانتخابات البلدية التي جرت في العام 2009. وانتهى العمل في المعمل في العام 2009.  في تعديل العقد تم التأكد من قيمة المواد القابلة للتدوير وهي قليلة نتيجة سحبها من قبل الناس من الحاويات وبيعها قبل وصول الشاحنات لنقلها إلى المعمل. وهكذا تم الاتفاق في العقد الجديد ان تكون كلفة معالجة كل طن 85 دولاراً في السنة الأولى والثانية من العمل أي في العامين 2013 - 2014 إذ ان العمل الفعلي بدأ في 17 - 11 - 2012. ويرتفع البدل إلى 95 دولار في السنة الثالثة والرابعة، ويعاد النظر في الكلفة في نهاية العام 2016.

كيف تصل النفايات إلى المعمل؟
نحن لا نهتم بموضوع الجمع الذي تقوم به شركة NTCC  وهي شركة خاصة ايضاً، وتنقل النفايات إلى المعمل حيث يوجد "قبان" عند المدخل ويقوم الموظف المعين من قبل اتحاد بلديات الزهراني بتسجيل وزن كل شاحنة ومصدرها لتحديد الكلفة المترتبة على كل بلدية من البلديات المعنية.

ماهي آلية المعمل في فرز ومعالجة النفايات؟
من المعروف ان هناك 4 طرق لمعالجة النفايات:
1    الطمر الصحي في مطامر مجهزة حيث يتم سحب العصارة من المواد العضوية ومعالجتها وكذلك سحب الغاز ومعالجته والمشكلة ان المطامر مكلفة، كما ان صغر مساحة لبنان لا تسمح بالتوسع في انشاء المطامر.

2    المحارق وهي تستعمل في معظم بلدان العالم للتخلص من الفضلات وليس لحرق كل النفايات لا سيما العضوية منها التي تحتوي الكثير من المياه وبالتالي فحرق المياه امر مكلف.

3    المعالجة الهوائية او التسبيخ وهذه الطريقة تتطلب مساحات كبيرة لنشر النفايات ومعالجتها تتطلب اكثر من 120 يوماً.

4    المعالجة البيولوجية او الهضم اللاهوائي وهي الطريقة التي نستخدمها في معملنا وهي تؤمن الطاقة الكهربائية وتوفر السماد العضوي ولا تلوث البيئة وكلفتها مقبولة.

إذاً بعد وصول الشاحنة إلى المصنع ووزن حمولتها، تدخل إلى مبنى الفرز الميكانيكي، حيث يتم فرزها بتقنية عالية جداً لأن وصول النفايات "مكبوسة" يجعل عملية الفرز صعبة ولكننا ادخلنا تعديلات اساسية على عملية الفرز الميكانيكية (فرز ميكانيكي بنسبة 85% وفرز يدوي بنسبة 15% من الكميات) وتحديداً أكياس النايلون والمواد العضوية، بحيث توصلنا لفرز المواد العضوية والاكياس وهذا ما جعل معملنا يتميز عن المعامل الاخرى المشابهة. بعد فرز المواد العضوية يتم ادخالها إلى خزانات المعالجة اللاهوائية (اي مقفلة من دون اوكسجين) بعدما يتم خلطها بالمياه التي سبق واستخدمت في عمليات معالجة سابقة كونها تحتوي على نسبة عالية جداً من البكتيريا التي تساعد في تحلل المواد العضوية اي في عملية التخمير.

مع تحلل المواد العضوية داخل الخزانات ينبعث منها غاز الميثان الذي يتم سحبه ومعالجته واستخدامه في توليد الطاقة الكهربائية لتشغيل المعمل ولانارة الشوارع القريبة منه ولتشغيل معمل بلاستيك (وهو معمل لتدوير البلاستيك وتحويله إلى حبيبات بلاستيكية نقوم بتشغيله بالشراكة مع شركة روكسي بلاست في بلاط في جبيل). بعد 15 يوماً تنقل هذه المواد إلى خزانات التثبيت Stabilisation. في هذه الخزانات تتعرض للمعالجة الهوائية. وبعدها تسحب إلى مبنى العصارة ويتم فيها عملية العصر لاستخراج المياه (التي يعاد استخدامها كما سبق واشرنا) حيث يبقى السماد الرطب الذي يطلق عليه اسم Cake. يدخل السماد إلى منطقة الانضاج لمدة 4-8 اسابيع يتم تجفيفه ليصبح سماداً عضوياً قابلاً للاستخدام. وكل 100 طن من المواد العضوية تعطي 8 أطنان من السماد لان التركيبة الاساسية للمواد العضوية هي المياه والغاز وحالياً بدأنا بتوزيع السماد على المزارعين مجاناً.

أما اكياس النايلون فيتم تحويلها إلى حبيبات واعادة استخدامها كما سبق واشرنا.
الكرتون ينقل إلى شركة سوليكار في وادي شحرور لاعادة تصنيعه،
الزجاج ينقل إلى معمل سوليفار في الشويفات،
أما المعادن فيتم بيعها إلى بعض التجار.
ولكن عائدات المواد القابلة للتدوير زهيدة جداً نظراً لقلة كميتها.

اما العوادم الثقيلة فيتم غسلها واستخدامها في تصنيع مواد البناء لاسيما تصنيع الحجارة.

اما المواد الخفيفة فلدينا ما يعرف بالخطة A وتقضي بتحويل الـ RDF أو الوقود البديل اي فرمها إلى كتل صغيرة ونسبة الرطوبة دون 15% ونعمل على تسويقها لدى معامل الترابة في سبلين وشكا بحيث يتم استخدام طن واحد من الفيول مقابل 2 طن من RDF والمشكلة ان معامل الترابة ليس لديها ترخيص حتى الان من وزارة البيئة لاستخدام هذا النوع من الوقود. ونحن نعمل حالياً على تجربة استخدام هذا الوقود في احد المعامل في البقاع بانتظار السماح باستخدامها في معامل الترابة.

أما الخطة B وتقوم على ادخال هذه المواد في صناعة مواد البناء بحيث نتخلص مع نهاية العام الحالي من العوادم وتنتهي من عملية الطمر، إذ اننا حالياً نظم 15% من النفايات التي نستقبلها من مطمر صغير قرب المعمل بعد خلطها بالتراب.

ماهي تركيبة النفايات التي يستقبلها المعمل؟
تتكون النفايات التي نستقبلها من :
    60% مواد عضوية اي بقايا الطعام والخضار ونفايات المسالخ
    10% اكياس نايلون
    2% بقايا البلاستيك + قناني مياه + شامبو
    1.5% المعادن
    3.5% الكرتون
    10% العوادم الثقيلة مثل الرمل والبحص والزجاج
    13% العوادم الخفيفة مثل القماش ، الفلين

كم عدد العاملين في المعمل؟
يعمل في المعمل حالياً نحو 200 موظف 60% من الفلسطينيين و40% من اللبنانيين.

هل يمكن للمعمل استقبال نفايات مناطق اخرى؟
نحن طورنا عملنا بحيث ارتفعت طاقتنا إلى 500 طن يومياً ونحن نستقبل فقط 235 طناً اي لدينا القدرة على استقبال نحو 270 طناً يومياً من مناطق اخرى. فنحن يمكننا استقبال جزء من نفايات بيروت او مناطق اخرى قريبة ولكن هذا الامر يحتاج إلى قرار سياسي يتجاوز الموضوع التقني.  

اترك تعليقا